مثال آخر للدنيا في لين موردها ، وخشونة مصدرها : اعلم أن أوائل الدنيا تبدو هينة لينة ، يظن الخائض فيها أن حلاوة خفضها كحلاوة الخوض فيها ، وهيهات ، فإن الخوض في الدنيا سهل ، والخروج منها مع السلامة شديد ، وقد كتب رضي الله عنه إلى علي بمثالها ، فقال : سلمان الفارسي فأعرض عما يعجبك منها لقلة ما يصحبك منها ، وضع عنك همومها بما أيقنت من فراقها ، وكن أسر ما تكون فيها أحذر ما تكون لها ، فإن صاحبها كلما اطمأن منها إلى سرور أشخصه عنه مكروه ، والسلام . مثل الدنيا مثل الحية ؛ لين مسها ويقتل سمها ،