الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وليكن مجلسك هاديا وحديثك منظوما مرتبا وأصغ إلى الكلام الحسن ممن حدثك من غير إظهار تعجب مفرط ولا تسأله إعادته واسكت عن المضاحك والحكايات ولا تحدث عن إعجابك بولدك ولا جاريتك ولا شعرك ولا تصنيفك وسائر ما يخصك ولا تتصنع تصنع المرأة في التزين ولا تتبذل تبذل العبد وتوق كثرة الكحل والإسراف في الدهن ولا تلح في الحاجات ولا تشجع أحدا على الظلم ولا تعلم أهلك وولدك فضلا عن غيرهم مقدار مالك فإنهم إن رأوه قليلا هنت عندهم وإن كان كثيرا لم تبلغ قط رضاهم وخوفهم من غير عنف ولن لهم من غير ضعف .

التالي السابق


(وليكن مجلسك هاديا) يهتدي به الناس إلى الخير، ووصف المجلس بالهادي على سبيل [ ص: 247 ] المبالغة أو المراد بالهادي هنا اللين (وحديثك منظوما) غير مشوش (مرتبا) أوله وآخره (وأصغ إلى الكلام الحسن ممن حدثك من غير إظهار تعجب مفرط) فإنه ربما يسيء الظن بك (ولا تسأله إعادته) إلا إن لم يتقن (واسكت عن المضاحك في الحكايات) وفي نسخة: والحكايات؛ أي: لا تضحك معهم؛ فإن الضحك يميت القلب ويورث النسيان وكثرته من الرعونة وإيراد المضحكات على سبيل السخف نهاية القباحة، ففي الخبر: ويل للذي يحدث ويكذب فيضحك القوم؛ ويل له ويل له .

(ولا تحدث عن إعجابك بولدك ولا جاريتك وشعرك وتصنيفك وسائر ما يخصك) وينسب إليك؛ فإنه مما يدل على السخف وقلة المعقول، والمراد من ذلك كله الإطراء فيه (ولا تتصنع تصنع المرأة في التزين) فإنه يجانب شأن أهل الإيمان (ولا تبتذل تبذل العبد) في اللباس والهيئة (وتوق كثرة الكحل) في العين (والإسراف في الدهن) أي: التطيب به (ولا تلح في الحاجات) فإن الإلحاح فيها يدل على الحرص وهو مذموم (ولا تشجع أحدا على الظلم) أي: تحمله عليه (ولا تعلم أهلك وولدك فضلا عن غيرهم) من الأجانب (مقدار مالك فإنهم إن رأوه قليلا هنت عليهم) ولا تبجل عندهم (وإن كان كثيرا لم تبلغ قط رضاهم) فإنهم يستكثرون منك ذلك (واجفهم في غير عنف) يظهر منك لهم (ولن لهم من غير ضعف) ولا خور .




الخدمات العلمية