الأول : الطهارة والسواك قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام العبد على طهارة عرج بروحه إلى العرش ، فكانت رؤياه صادقة وإن لم ينم على طهارة قصرت روحه عن البلوغ فتلك المنامات أضغاث أحلام لا تصدق " وهذا أريد به طهارة الظاهر و الباطن جميعا ، وطهارة الباطن هي المؤثرة في انكشاف حجب الغيب . وآداب النوم عشرة :
الثاني : أن يعد عند رأسه سواكه وطهوره وينوي القيام للعبادة عند التيقظ وكلما انتبه استاك كذلك كان يفعل بعض السلف ، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يستاك في كل ليلة مرارا ؛ عند كل نومة وعند التنبه منها وإن لم تتيسر لهم الطهارة كانوا يستحبون مسح الأعضاء بالماء فإن لم يجد فليقعد على قراءته ، وليستقبل القبلة ، وليشتغل بالذكر والدعاء والتفكر في آلاء الله تعالى وقدرته فذلك يخرجه ويقوم مقام قيام الليل ، وقال صلى الله عليه وسلم : من أتى " فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى يصبح كتب له ما نوى ، وكان نومه صدقة من الله تعالى.
الثالث : فإنه لا يأمن القبض في النوم فإن : من مات من غير وصية لم يؤذن له في الكلام بالبرزخ إلى يوم القيامة يتزاوره الأموات ويتحدثون وهو لا يتكلم ، فيقول بعضهم لبعض : هذا المسكين مات من غير وصية وذلك مستحب خوف ؛ موت الفجأة وموت الفجأة تخفيف إلا لمن ليس مستعدا للموت بكونه ؛ مثقل الظهر بالمظالم. الرابع أن : أن لا يبيت من له وصية إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه لجميع المسلمين لا يحدث نفسه بظلم أحد ، ولا يعزم على معصية إن استيقظ قال صلى الله عليه وسلم : ينام تائبا من كل ذنب سليم القلب " من أوى إلى فراشه لا ينوي ظلم أحد ، ولا يحقد على أحد ، غفر له ما اجترم " الخامس أن لا : يتنعم بتمهيد الفرش الناعمة بل يترك ذلك أو يقتصد فيه كان بعض السلف يكره التمهيد للنوم ويرى ، ذلك تكلفا وكان أهل الصفة لا يجعلون بينهم وبين التراب حاجزا ويقولون : منها خلقنا وإليها نرد وكانوا يرون ذلك أرق لقلوبهم ، وأجدر بتواضع نفوسهم فمن لم تسمح بذلك فليقتصد .
السادس : أن لا ينام ما لم يغلبه النوم ، ولا يتكلف استجلابه ، إلا إذا قصد به الاستعانة على القيام في آخر الليل فقد كان نومهم غلبة وأكلهم فاقة وكلامهم ، ضرورة ولذلك وصفوا بأنهم كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وإن غلبه النوم عن الصلاة والذكر وصار لا يدري ما يقول فلينم حتى يعقل ما يقول وكان رضي الله عنه يكره النوم قاعدا وفي الخبر : ابن عباس " لا تكابدوا الليل " وقيل لرسول الله : صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم : " إن فلانة تصلي بالليل ، فإذا غلبها النوم تعلقت بحبل ، فنهى عن ذلك ، وقال : ليصل أحدكم من الليل ما تيسر له ، فإذا غلبه النوم فليرقد " تكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لن يمل حتى تملوا وقال صلى الله عليه وسلم :
" خير هذا الذين أيسره "