الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        باب في العبد يعتق وله على سيده دين

                                                                                                                                                                                        وقال ابن القاسم فيمن أعتق عبده وللعبد عليه دين : إن للعبد أن يتبع سيده بذلك الدين . وقد اختلف قوله في هذا الأصل فقال في كتاب المكاتب إذا كاتب عبده على أن يسلفه : أن ذلك ليس بسلف ، وأن ذلك انتزاع ، وكأنه وعده أن يعيد ذلك ، فعلى هذا لا يتبع العبد السيد ، والسيد بالخيار بين أن يعيد ذلك إليه أو لا يعيده .

                                                                                                                                                                                        واختلف أيضا إذا أعتقه على عبيد بيده ، فقال : ذلك انتزاع . وقال في كتاب محمد : ليس بانتزاع . والقول إنه ليس بانتزاع أحسن ; لأن العبد مالك فإذا أخذ ذلك على أنه باق على ملك عبده بقي ملكا له إلا أن [ ص: 3843 ] يكون على العبد دين حين تداين منه سيده فإنها تكون مداينة بغير خلاف ، ولو أفاد العبد بعد ذلك مالا يقضي دينه منه ثم أعتقه السيد لكان له أن يتبع السيد بدينه ذلك; لأنه لم يكن انتزاع . [ ص: 3844 ]

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية