الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- مقدمة إدارة الشؤون الإسلامية

- مقدمة الكتاب

النصيب الأول في بيان إثبات التوحيد ونفي الإشراك

النصيب الثاني في بيان الاعتصام بالسنة والاجتناب عن البدعة

- خاتمة الكتاب

الدين الخالص

صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

صفحة

جزء

أنواع البيان الوارد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-

والبيان منه على ضربين:

1- بيان لمجمل في الكتاب العزيز; كالصلوات الخمس في مواقيتها المضروبة لها، وسجودها وركوعها، وسائر أحكامها، وكبيانه لمقدار الزكاة وتحديدها وتوقيتها، والأجناس التي فرضت فيها، وما الذي يؤخذ من أموالها ويترك.

وبيانه لمناسك الحج، وقوله لهم: "خذوا عني مناسككم"; لأن القرآن إنما ورد بجملة الفرائض من ذلك دون تفصيلها، والحديث مفصل لها.

2- والآخر: بيان لما زاد على حكم الكتاب; كتحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها، وتحريم الحمر الأهلية، وتحريم كل ذي ناب من السباع، إلى أشياء يطول ذكرها.

وقد أمر الله سبحانه بطاعته، وأسوته، واتباعه، واقتداء هديه، أمرا مطلقا، لم يقيد بشيء، ولم يقل: ما وافق كتاب الله أو لم يزد عليه، كما قال بعض أهل الزيغ والرأي.

أَنْوَاعُ الْبَيَانِ الْوَارِدِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

وَالْبَيَانُ مِنْهُ عَلَى ضَرْبَيْنِ:

1- بَيَانٌ لِمُجْمَلِ فِي الْكِتَابِ الْعَزِيزِ; كَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي مَوَاقِيتِهَا الْمَضْرُوبَةِ لَهَا، وَسُجُودِهَا وَرُكُوعِهَا، وَسَائِرِ أَحْكَامِهَا، وَكَبَيَانِهِ لِمِقْدَارِ الزَّكَاةِ وَتَحْدِيدِهَا وَتَوْقِيتِهَا، وَالْأَجْنَاسِ الَّتِي فُرِضَتْ فِيهَا، وَمَا الَّذِي يُؤْخَذُ مِنْ أَمْوَالِهَا وَيُتْرَكُ.

وَبَيَانِهِ لِمَنَاسِكَ الْحَجِّ، وَقَوْلِهِ لَهُمْ: "خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ"; لِأَنَّ الْقُرْآنَ إِنَّمَا وَرَدَ بِجُمْلَةِ الْفَرَائِضِ مِنْ ذَلِكَ دُونَ تَفْصِيلِهَا، وَالْحَدِيثُ مُفَصِّلٌ لَهَا.

2- وَالْآخَرُ: بَيَانٌ لِمَا زَادَ عَلَى حُكْمِ الْكِتَابِ; كَتَحْرِيمِ نِكَاحِ الْمَرْأَةِ عَلَى عَمَّتِهَا وَخَالَتِهَا، وَتَحْرِيمِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، وَتَحْرِيمِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، إِلَى أَشْيَاءَ يَطُولُ ذِكْرُهَا.

وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِطَاعَتِهِ، وَأُسْوَتِهِ، وَاتِّبَاعِهِ، وَاقْتِدَاءِ هَدْيِهِ، أَمْرًا مُطْلَقًا، لَمْ يُقَيَّدْ بِشَيْءٍ، وَلَمْ يَقُلْ: مَا وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ أَوْ لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِ، كَمَا قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الزَّيْغِ وَالرَّأْيِ.

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث