الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: شهر رمضان الذي أنـزل فيه القرآن قال ابن عباس وغيره: أنزل جملة إلى السماء الدنيا في شهر رمضان، ثم نزل نجوما.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 422 ] وقيل: المعنى: الذي ابتدئ إنزاله في شهر رمضان.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: الذي أنزل في شأنه القرآن؛ أي: أنزل بفرضه القرآن.

                                                                                                                                                                                                                                      شهر رمضان الذي أنـزل فيه القرآن أي: فمن شهد المصر في الشهر، ولم يكن له في الامتناع من الصوم عذر.

                                                                                                                                                                                                                                      [وقيل: المعنى: فمن أدرك منكم الشهر وهو مكتمل الشروط التي يلزم الصوم بها].

                                                                                                                                                                                                                                      ولتكملوا العدة يعني: من أفطر من مريض أو مسافر أو غيرهما.

                                                                                                                                                                                                                                      [فأما من أفطر من صوم تطوع متعمدا: فإن كان لغير عذر؛ فعليه القضاء عند ابن القاسم، واحتج مالك بحديث عائشة وحفصة رضي الله عنها، وإن كان بعذر؛ فلا قضاء عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 423 ] وقال الثوري، وإسحاق، والشافعي، وأحمد : لا قضاء عليه بحال؛ لحديث أم هانئ في التطوع: "الصائم أمير نفسه"].

                                                                                                                                                                                                                                      ولتكبروا الله على ما هداكم قال ابن عباس، وزيد بن أسلم، وغيرهما: يعني: التكبير يوم الفطر.

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن عباس : حق على المسلمين أن يكبروا إذا رأوا هلال شوال حتى يفرغوا من عيدهم.

                                                                                                                                                                                                                                      زيد بن أسلم : يكبرون إذا خرجوا إلى المصلى، فإذا انقضت الصلاة؛ انقضى العيد.

                                                                                                                                                                                                                                      ومذهب الشافعي وغيره: التكبير من حين يرى هلال شوال إلى أن يخرج الإمام لصلاة العيد، قال الشافعي : وأحب ذلك ليلة الأضحى لمن لم يحج، وكذلك مذهب مالك : التكبير إذا غدا الناس إلى المصلى في حين تكبير الإمام وغيره، ولا يكبر في الرجوع.

                                                                                                                                                                                                                                      فأما التكبير في أدبار الصلوات أيام التشريق؛ فمذهب مالك والشافعي : أنه [ ص: 424 ] يكبر من صلاة الظهر من يوم النحر إلى صلاة الصبح من آخر أيام التشريق.

                                                                                                                                                                                                                                      أبو حنيفة : من غداة عرفة إلى صلاة العصر يوم النحر.

                                                                                                                                                                                                                                      الثوري، وأبو يوسف، وابن حنبل : من صلاة الصبح يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق.

                                                                                                                                                                                                                                      [ يحيى الأنصاري : من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الظهر من آخر أيام التشريق].

                                                                                                                                                                                                                                      [ الزهري وغيره: من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق].

                                                                                                                                                                                                                                      وعن ابن عباس، وابن جبير : من الظهر يوم عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق.

                                                                                                                                                                                                                                      وفيه أقوال غير هذه، ذكرتها في "الكبير".

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 425 ] وصفة التكبير عند مالك والشافعي : (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر) ثلاثا.

                                                                                                                                                                                                                                      وعن ابن عمر، وابن مسعود : (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد)، وهو مذهب أبي حنيفة والثوري .

                                                                                                                                                                                                                                      وعن ابن عمر : (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير).

                                                                                                                                                                                                                                      وعن ابن عباس : (الله أكبر، الله أكبر كبيرا، الله أكبر تكبيرا، الله أكبر وأجل، الله أكبر، ولله الحمد).

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم (الرفث) ههنا: الجماع، وأصله: ما فحش من القول.

                                                                                                                                                                                                                                      وروي: أن سبب نزول هذه الآية: أن عمر رضي الله عنه واقع أهله في رمضان بعد أن نام.

                                                                                                                                                                                                                                      ونام قيس بن صرمة - وقيل: هو أبو صرمة [قيس بن أنس بن أبي صرمة بن علي بن مالك بن النجار] - ولم يأكل، فجهد جهدا شديدا، فنزلت الآية.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 426 ] وقوله: وابتغوا ما كتب الله لكم قال أنس بن مالك : يعني: الولد، قتادة : الجماع، ابن عباس : ليلة القدر، وقيل: ابتغوا الثواب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر هذا ناسخ لما كانوا عليه من امتناع الأكل والشرب والجماع بعد النوم، أو للآية المتقدمة؛ وهي

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية