الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا يعني : الأنصار؛ أي : لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتيه المهاجرون ، قال الحسن : أي : لا يجدون في صدورهم من ذلك حسدا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة : قال أبو هريرة : نزل هذا في ثابت بن قيس ورجل من الأنصار نزل به ثابت ، يقال له : أبو المتوكل ، فلم يكن عند أبي المتوكل إلا قوته وقوت صبيته ، فقال لامرأته : أطفئي السراج ، ونومي الصبية ، وقدم ما كان عنده إلى ضيفه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 371 ] وقيل : إن فاعل ذلك أبو طلحة .

                                                                                                                                                                                                                                      و (الخصاصة) : الحاجة التي تختل بها الحال ، وأصلها من (الاختصاص) ؛ وهو الانفراد بالأمر ، فـ (الخصاصة) : انفراد بالحاجة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون : (الشح) و (البخل) سواء ، وجعل بعض أهل اللغة (الشح) أشد من (البخل) ، والمراد بالآية : الشح بالزكاة ، وما ليس بفرض؛ من صلة ذوي الأرحام ، والضيافة ، وما شاكل ذلك ، فليس بشحيح ولا بخيل من أنفق في ذلك وإن أمسك عن نفسه ، فمن وسع على نفسه ، ولم ينفق في ما ذكرناه من الزكوات والطاعات؛ فلم يوق شح نفسه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال ابن مسعود لرجل شكا إليه أنه ما يقدر أن يعطي شيئا : ليس هذا بشح؛ إنما هو بخل ، وبئس الشيء البخل ، وإنما الشح أن تأخذ مال أخيك بغير حق .

                                                                                                                                                                                                                                      طاووس : (البخل) : أن يبخل الإنسان بما في يديه ، و (الشح) : أن يشح بما [ ص: 372 ] في أيدي الناس ، يحب أن يكون له ما في أيديهم بالحل والحرام ، ولا يقنع .

                                                                                                                                                                                                                                      ابن جبير : (الشح) : منع الزكاة ، وادخار الحرام .

                                                                                                                                                                                                                                      والذين جاءوا من بعدهم : معطوف على {للفقراء} حسب ما تقدم ، وهذه الآية توجب أن من سب أحدا من السلف أو اعتقد فيه شرا؛ أنه لا حق له في الفيء ، روي ذلك عن مالك رضي الله عنه ، وغيره .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية