الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب :

                                                                                                                                                                                                                                      من قرأ : {كذلك يوحى إليك} ؛ جاز أن يكون الجار والمجرور في موضع [ ص: 42 ] رفع ؛ لقيامه مقام الفاعل ، وجاز أن يكون اسم ما لم يسم فاعله مضمرا في {يوحى} ؛ والمعنى : يوحى إليك القرآن الذي تضمنته هذه السورة ، وقد جاء في الخبر : (أن سورة {حم} {عسق} أوحيت إلى الأنبياء المتقدمين ) .

                                                                                                                                                                                                                                      واسم الله تعالى مرفوع بإضمار فعل ؛ التقدير : يوحيه الله إليك ، أو يكون مبتدأ ، والخبر [محذوف ؛ كأنه قال : الله يوحيه ، أو على تقدير إضمار مبتدأ ؛ أي : الموحي الله ، أو يكون مبتدأ ، والخبر ] : العزيز الحكيم .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ : {يوحي} ؛ فاسم الله تعالى مرتفع بالفعل .

                                                                                                                                                                                                                                      فريق في الجنة وفريق في السعير : ابتداء وخبر ، وأجاز الكسائي النصب ؛ على تقدير : لتنذر فريقا في الجنة ، وفريقا في السعير .

                                                                                                                                                                                                                                      فاطر السماوات والأرض : الرفع على النعت لاسم الله تعالى ، أو على تقدير : هو فاطر السماوات والأرض .

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز النصب على النداء ، والجر على البدل من الهاء في {عليه} .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 43 ] أن أقيموا الدين : {أن} : بدل من قوله : ما وصى به نوحا ، أو يكون جرا على البدل من الهاء في {به} ، أو رفعا ؛ على تقدير : والذي وصى به نوحا أن أقيموا الدين ، فيوقف على هذا الوجه على {عيسى} ، ولا يوقف عليه على ما تقدم .

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن تكون {أن} مفسرة .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن فتح {إن} من قوله : وإن الظالمين لهم عذاب أليم ؛ فهو معطوف على ولولا كلمة الفصل ، والفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بجواب {لولا} جائز .

                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن يكون موضع {أن} رفعا ؛ على تقدير : وجب أن الظالمين لهم عذاب أليم ، فيكون منقطعا مما قبله ؛ كقراءة الكسر .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية