من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه أي: وفوا بعهده. وقوله:
وقوله: فمنهم من قضى نحبه أي: مات [على ما عاهد عليه]، عن ابن عباس، ومنهم من ينتظر الوفاء بعهده.
(النحب): العهد، وقيل: هو النذر، ثم استعمل في الموت، والحظر العظيم. مجاهد:
يروى أن هذا نزل في قوم لم يشهدوا بدرا، فعاهدوا الله: إن لقوا حربا أن يبلوا، فمنهم من قضى نحبه؛ أي: استشهد، ومنهم من وفى، ولم يقض نحبه، فهو [ ص: 278 ] ينتظر الموت، ومنهم من بدل؛ وهم الذين قال فيهم: ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار [الأحزاب: 15].
وقيل: إنها نزلت في أنس بن النضر، وكان تغيب عن بدر، فقال: لئن لقيت قتالا؛ ليرين الله ما أصنع، فقاتل يوم أحد حتى قتل، ووجد فيه بضع وثمانون؛ ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم.
وقوله: ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم [أي: أمر الله بالجهاد؛ ليجزي الله الصادقين بصدقهم، ويعذب المنافقين إن شاء ؛ أي: إن شاء] أن يعذبهم لم يوفقهم للتوبة، وإن لم يشأ أن يعذبهم؛ تاب عليهم قبل الموت.
وقوله: ورد الله الذين كفروا بغيظهم يعني: الأحزاب.
لم ينالوا خيرا أي: غنيمة.
وقوله: وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب : [أي: أعانوهم؛ يعني: بني قريظة، هذا قول جميع المفسرين سوى فإنه قال: هم الحسن؛ بنو النضير].
[ ص: 279 ] وقوله: من صياصيهم : (الصياصي): الحصون التي يمتنع بها، واحدتها: (صيصية) و (الصيصية) أيضا قرن البقرة، وشوكة الديك؛ لأنهما يمتنعان بهما.
وقوله: وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها : قال (الأرض التي لم يطؤوها) قتادة: مكة.
الحسن: فارس والروم.
يزيد بن رومان، وابن زيد: خيبر.
يعني: ما يفتح على المسلمين إلى يوم القيامة. عكرمة:
وقوله: يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة قيل: يعني: الزنا، وقيل: عصيان الزوج.
قال بعض أهل التأويل: إذا جاءت (الفاحشة) بالألف واللام؛ فهي الزنا، واللواط، وإذا جاءت نكرة غير منعوتة؛ فهي الزنا وغيره من الذنوب، [ ص: 280 ] وإذا جاءت منعوتة بـ {مبنية} ؛ فهي عصيان الزوج ومخالفته.
وقوله: يضاعف لها العذاب ضعفين : قال يعني: عذاب الدنيا، وعذاب الآخرة، وكذلك مذهب جميع المفسرين: أن قتادة: يضاعف لها العذاب ضعفين معناه: عذابين، سوى فإنه قال: ثلاثة، ويقوي ما عليه المفسرون قوله: أبي عبيدة؛ نؤتها أجرها مرتين ، فلا يكون العذاب أكثر من الأجر.
وقوله: ومن يقنت منكن لله ورسوله أي: ومن يطع الله ورسوله.
وقوله: وأعتدنا لها رزقا كريما يعني: الجنة.
وقوله: فلا تخضعن بالقول : أي: فلا تلن القول.
فيطمع الذي في قلبه مرض أي: شك ونفاق، عن قتادة، والسدي.
يعني: الذي في قلبه شهوة الزنا. عكرمة:
وقوله: وقلن قولا معروفا أي: بينا ظاهرا.
وقوله: وقرن في بيوتكن أي: واقررن؛ من (قررت بالمكان، أقر قرارا)، حكاها عن أبو عبيدة لغة لأهل الحجاز، فنقلت حركة العين إلى الفاء، وحذفت العين. الكسائي
وقيل: هو من (قررت به عينا أقر) ؛ فالمعنى: واقررن عينا في بيوتكن، وهذا على قراءة من فتح القاف.
[ ص: 281 ] ومن كسرها؛ فالمعنى: كن أهل وقار وسكينة في بيوتكن؛ من (وقر يقر وقورا)، [ويجوز أن يكون الأصل من (قر بالمكان يقر)، فيكون] الأصل: (واقررن)، فنقلت كسرة العين إلى الفاء، وحذفت العين، ومثله قول من قال: (ظلت) في (ظللت)، و (مست) في (مسست).
وقوله: ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى : قال: (التبرج) التبختر والتكسر. قتادة:
كان النساء يتمشين بين الرجال؛ فهو التبرج. مجاهد:
و (التبرج) في اللغة: إظهار الزينة وما تستدعى به الشهوة.
و الجاهلية الأولى - في ما روي عن -: ما بين ابن عباس إدريس ونوح عليه السلام، و (الثانية): ما بين عيسى ومحمد عليه السلام، وعن أيضا أنه قال: ستكون جاهلية أخرى. ابن عباس
وروي عن رضي الله عنه أنه قال عمر وهل كانت إلا جاهلية؟ فقال لابن عباس: وهل كانت أولى إلا ولها أخرى؟ ابن عباس:
[ ص: 282 ] {الأولى}: ما بين الشعبي: عيسى ومحمد عليهما السلام.
وقوله: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت الآية: قيل: إن هذه الآية دخل فيها نساء النبي صلى الله عليه وسلم وأهله.
وقال هي في أزواج النبي عليه الصلاة والسلام خاصة. وقال عكرمة: هي في النبي عليه الصلاة والسلام، أبو سعيد الخدري: وعلي وفاطمة، والحسن رضي الله عنهم. والحسين،
وقوله: واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة قال يعني: السنة والقرآن. قتادة: