ربنا تقبل منا أي: يقولان: ربنا، وكذلك: وقوله: ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك : [أي: واجعل من ذريتنا أمة مسلمة لك]، ودلت (من) على تخصيص بعض الذرية.
و (الأمة) ههنا: الجماعة، وتكون أيضا: الملة، وتكون: السنين، وتكون: القامة، وأصله كله: القصد.
وأرنا مناسكنا أي: عرفناها، فهو [من رؤية القلب، ويجوز أن يكون] من رؤية البصر، والمراد بـ(المناسك) ههنا: مناسك الحج.
وقيل: هي المذابح، فالمعنى: أرنا كيف نذبح؟
وقيل: هي جميع المتعبدات، وكل ما يتقرب به إلى الله تعالى يقال له:
(منسك) و (منسك) ؛ وهو واحد: (المناسك).
وتب علينا : قيل: قالا ذلك؛ ليكون ذلك الموضع معروفا بالتوبة.
وقيل: معناه: ثب على الظلمة منا.
ربنا وابعث فيهم رسولا منهم : هو محمد صلى الله عليه وسلم.
ويعلمهم الكتاب والحكمة يعني: القرآن الذي يأتي به.
[ ص: 346 ] {والحكمة}: المعرفة بالدين، والفقه في التأويل، عن مالك بن أنس.
{ويزكيهم}: ويطهرهم من الشرك، عن وغيره. ابن جريج،
ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه : وقوله:
(ملة إبراهيم): الإسلام، ومعنى (سفه نفسه) في قول أهلكها. أبي عبيدة:
: هي لغة بمعنى: (سفه). الأخفش
: (سفه) بمعنى: جهل؛ أي: جهل أمر نفسه، فلم يفكر فيها، وقيل: المعنى: (سفه في نفسه)، فحذفت (في) ؛ فانتصب. الزجاج
: هو تميز. الفراء
ولقد اصطفيناه في الدنيا أي: اخترناه، وهو: (افتعلناه) ؛ من (الصفوة).
وإنه في الآخرة لمن الصالحين أي: وإنه لصالح في الآخرة.
وقوله: (لمن الصالحين) تبيين للمحذوف، ولا يتعلق و (في الآخرة) بـ(الصالحين) إن جعلت الألف واللام بمعنى (الذي) ؛ لأن الصلة لا تتقدم على الموصول؛ فهو على التقدير المتقدم، فإن كانت الألف واللام للتعريف؛ جاز تقدمه عليه، وتعلقه به.
إذ قال له ربه أسلم أي: اصطفيناه؛ إذ قال له ربه: أسلم.
[ ص: 347 ] (وأوصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب): الهاء والألف في بها للملة، و (يعقوب) عطف على (إبراهيم) عن وغيره، والمعنى: قال لهم: يا بني. ابن عباس
وقيل: إن (يعقوب) مستأنف، والمعنى: وصى يعقوب أن يا بني.
إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون : [أي: الزموا الإسلام؛ ليصادفكم الموت وأنتم مسلمون).
أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت الآية: (أم): منقطعة، وقد تقدم القول في مثلها، والعامل في (إذ) الأولى: معنى الشهادة، و (إذ) الثانية: بدل من الأولى مؤكدة.
والخطاب لأهل الكتاب الذين ينسبون إلى إبراهيم ما لم يوص به بنيه، ولم يحضروه.