واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى : قال : هو الحجر الذي وضعته امرأة الربيع بن أنس إسماعيل تحت قدم إبراهيم عليه السلام حين غسلت رأسه، فأثر قدمه فيه.
وعن : أنه الحجر الذي قام عليه حين بنى ابن عباس البيت لما ارتفع البناء.
وعنه، وعن وغيرهما: (مقام إبراهيم): الحج كله. مجاهد،
ومعنى (مصلى): مدعى، وقيل: يصلى إليه.
وقد روي: رضي الله عنه قال للنبي عليه الصلاة والسلام: عمر (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) يا رسول الله؛ لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى؟ فنزلت: . أن
وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين : سمي (بيتا) قبل أن يبنى؛ لأنه كان بيتا قبل ذلك، والمعنى في قول : طهراه من الأوثان. مجاهد
وقيل: من الفرث والدم الذي كان يطرح فيه.
وقيل: ابنياه على الطهارة، عن . السدي
و (الطائفون): كل من طاف حول البيت، : هم الغرباء. ابن جبير
و (العاكفون): المقيمون من بلدي وغريب، عن عطاء، : المجاورون، [ ص: 343 ] مجاهد : المصلون، ابن عباس : أهل البلد الحرام. ابن جبير
وقيل: هم الجالسون بغير طواف.
والركع السجود : المصلون عند الكعبة في قول وغيره، عطاء : جميع المؤمنين. الحسن
واختلف العلماء في مكة؛ فقال قوم: لم تزل محرمة؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام: " تحريم "، وقول حرمها الله يوم خلق السماوات والأرض إبراهيم عليه السلام: عند بيتك المحرم [إبراهيم: 37].
وقال قوم: لم يكن حراما قبل إبراهيم؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام: " مكة، وإني حرم المدينة ". إن إبراهيم حرم
: (كانت حراما، ولم يتعبد الله الخلق بذلك حتى سأله إبراهيم عليه السلام فحرمها). الطبري
رب اجعل هذا بلدا آمنا أي: يأمن أهله.
وارزق أهله من الثمرات : يروى: أنه لما دعا بهذا الدعاء، أمر الله تعالى جبريل؛ فاقتلع الطائف من الشام، وطاف بها حول البيت أسبوعا، فسميت الطائف لذلك، ثم أنزلها تهامة.
[ ص: 344 ] قال ومن كفر فأمتعه قليلا : هذا من قول الله عز وجل حين سأل أن يرزق من آمن من أهل الحرم، فأخبره الله تعالى أنه يرزق الكافر، ثم يعذبه في الآخرة.
وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل يعني: قواعد البيت، وكانت قد اندرست، فأطلعه الله عليها.
: وضع البيت على أركان الماء قبل أن تخلق الدنيا بألفي عام، ثم دحيت الأرض من تحته. ابن عباس
وفي الخبر: أن آدم عليه السلام بنى البيت من خمسة أجبل؛ من طور سيناء، وطور زيتا، ولبنان، وجودي، وحراء.
وفي خبر آخر: أنه نزل ببيت من الجنة، فكان يطوف به كما يطاف بعرش الرحمن في السماء، ثم رفع أيام الطوفان، فكانت الأنبياء تحجه ولا تعرفه، حتى أعلم الله إبراهيم مكانه، فبناه.
: كان ابن عباس إبراهيم يبني البيت، وإسماعيل ينقل الحجارة، فلما انتهى إلى موضع الحجر؛ قال له: جئني بحجر حسن يكون علما للناس، فصاح أبو قبيس: يا إبراهيم، يا خليل الرحمن؛ إن لك عندي وديعة فخذها، فإذا هو بحجر أبيض [ ص: 345 ] من ياقوت الجنة، كان آدم عليه السلام قد نزل به من الجنة.