الإعراب:
وجه حذف همزة {إستبرق} التخفيف; على ما يستعمله بعض العرب من حذف الهمزة، حسب ما تقدم وما يأتي بعد ذكر ذلك، وقطع همزته; لأنه اسم أعجمي في الأصل عرب، فألفه في الاسم ألف قطع، وقيل: إن أصله فعل ماض على (استفعل) فهو عربي من (البريق) ، فلما سمي به قطعت ألفه; [ ص: 195 ] إذ ليس من أصل الأسماء أن تدخلها ألف الوصل، إلا في أسماء معتلة غيرت عن أصلها، لا يقاس عليها.
وتقدم {ثمر} .
ومن قرأ: {خيرا منهما} ، فلتقدم ذكر الجنتين، ومن قرأ: {منها} ; فلأنه أقرب إلى الجنة في قوله: ودخل جنته .
لكنا هو الله ربي : الأصل: (لكن أنا هو الله ربي) ، الألف التي بعد النون، لبيان الحركة في الوقف، حسب ما تقدم من القول في {أنا} ، وألقيت حركة الهمزة على النون من (لكن) فصار: (لكننا) ، فأدغمت إحدى النونين في الأخرى.
ومن أثبت الألف التي بعد النون في الوصل كما يثبتها في الوقف ، جاز أن يكون على التقدير المتقدم ، والقول في إثباتها كالقول المتقدم في {أنا} ، وجاز أن يكون الأصل: (لكن هو الله ربي) ، فألحقت الألف كما ألحقت في (سبسبا) ، وجاز أن يكون الأصل: (لكن)، اتصل بها ضمير الجماعة الذي هو (نا) ; فهو مثل: (فعلنا) ، (ودخلنا) ، وعاد الضمير في قوله: {ربي} على المعنى، لا على [ ص: 196 ] اللفظ، فـ (لكن) على هذا القول مخففة معملة في الضمير.
وقيل: الأصل: (لكن أنا) كما تقدم، إلا أن إثبات الألف بعد النون عوض من الهمزة المحذوفة، اختار ذلك وأنكره الزجاج، أبو علي، وقال: لا يلزم العوض فيما جرى على التخفيف القياسي، كما لم يلزم العوض فيما حذفت فيه الهمزة حذفا في نحو: (ويلمه) ، فترك التعويض في التخفيف القياسي أجدر.
وإذا كان أصله: (لكن أنا) ، فـ (أنا) مرفوع بالابتداء، والجملة التي هي هو الله ربي الخبر، و {هو} من قوله: هو الله ربي ضمير الشأن والحديث، والجملة التي بعده، خبر عنه، والعائد على {أنا} من الجملة الياء في {ربي} ; كقولك: (أنا قام غلامي) ، ولا عائد على {هو} ، لأن المبتدأ إذا كان بمعنى الحديث ونحوه، لم يعد عليه عائد، لأن العائد إنما يحتاج إليه إذا كانت الجملة التي بعد المبتدأ خبرا عنه; إذ ليست هي المبتدأ، و {هو} ، من قوله: هو الله ربي هو الجملة بنفسها; لأنها ضمير الحديث، لأن قوله: الله ربي حديث في المعنى.
إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا : {أقل} مفعول ثان لـ {ترن} و {أنا} : فاصلة، أو مؤكدة للنون والياء، وروي عن بعضهم رفع {أقل} على أن [ ص: 197 ] {أنا} مبتدأ، و {أقل} الخبر، والجملة في موضع المفعول الثاني لـ {ترن} .
هنالك الولاية لله الحق : يجوز أن يكون العامل في {هنالك} الاستقرار الذي قامت اللام من {لله} مقامه، ويكون الخبر عن {الولاية} قوله: {لله} فلا يحسن الوقف على {هنالك} ويجوز أن يكون {هنالك} خبرا عن {الولاية} فلا يوقف على {هنالك} أيضا.
ويجوز أن يكون العامل في {هنالك} قوله: {منتصرا} و {لله} خبرا عن {الولاية} ، فيجوز الوقف على {هنالك} .
ومن جر {الحق} ; فهو صفة {لله} عز وجل، و {الحق} مصدر وصف به، والمعنى، لله ذي الحق، ومثله: ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق [الأنعام:62]، ومن رفع {الحق} ، جعله نعتا لـ(ولاية) ، ومعنى وصفها بالحق: أنها لا يشوبها غيره، ولا يخاف فيها ما يخاف في سائر الولايات من غير الحق، ونصب {الحق} على إضمار (أعني) .
و تذروه الرياح ، و {تذريه} ، و {تذريه} : لغات بمعنى.
ويوم نسير الجبال : العامل في {يوم} فعل مضمر، والقراءات المذكورة في [ ص: 198 ] نسير الجبال ظاهرة.
بئس للظالمين بدلا : تقديره: بئس البدل للظالمين بدلا.
ومن قرأ: وما كنت متخذ المضلين عضدا ، فعلى الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وضم التاء على إخبار الله تعالى عن نفسه، والمعنى: أن قدرته لا تعتضد بالمضلين، وهو جل اسمه لا يعتضد بمضل، ولا بغيره.
وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا : يجوز أن تكون {تلك} في موضع رفع، و {القرى} : صفة لها، والخبر: {أهلكناهم} ، ويجوز أن تكون في موضع نصب بفعل مضمر يفسره {أهلكناهم} .
وتقدم القول في {لمهلكهم} .
* * *