الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 248 ] وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة روي: أن سبب ذلك: أن رجلا قتل عمه بسبب ابنة خطبها إليه فلم يزوجها منه، ورمى قوما بقتله، وكانت البقرة التي ذبحت فيما روي- لرجل صالح تركها في غيضة، واستودعها الله تعالى، ومات، وترك ولدا، ولم يكن أحد يقدر على أن يقرب من البقرة، فلما لم توجد الصفة التي ذكرها الله تعالى إلا فيها; اشتروها بملء جلدها ذهبا، [وقيل: بوزنها]، وقيل: بوزنها عشر مرات.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال طلحة بن مصرف : نزلت البقرة من السماء، ولما ذبحت; ضرب القتيل بعضو من أعضائها قيل: بفخذها، عن مجاهد، وقال أبو العالية : بعظم من عظامها، السدي: بالبضعة التي بين الكتفين، الفراء : بذنبها- فحيي القتيل، فأخبر بقاتله، ثم مات.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إنها بقرة لا فارض ولا بكر : (الفارض) : المسنة، و (البكر) : الصغيرة.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد : (البكر) : التي لم تلد، و (العوان) : التي ولدت بطنا أو بطنين، [والحرب العوان: التي قد قوتل فيها مرة أو أكثر].

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 249 ] وقوله: بين ذلك يعني: بين الصفتين المذكورتين.

                                                                                                                                                                                                                                      فافعلوا ما تؤمرون في هذا دليل على أن الأمر على الفور، وهو مذهب أكثر الفقهاء، ويدل على صحة ذلك: أن الله تعالى استقصرهم حين لم يبادروا إلى فعل ما أمرهم به، فقال: فذبحوها وما كادوا يفعلون .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية