مسألة غريبة تعم بها البلوى من ، فهل يتبع المفتي ، لأنه لا يخالفه إلا بعد اعتقاد تأويله ، أو الإمام المتقدم ، لظهور كلامه ؟ وهذه المسألة ذكرها عاصر مفتيا أفتى بشيء ، وصادف فتواه مخالفة لمذهب الإمام الذي تقلده إمام الحرمين في الغياثي وقال : فيه تردد ، ثم قال : والاختيار اتباع مفتي الزمان ، من حيث إنه بتأخره سبر مذاهب من كان قبله ، ونظره في التفاصيل أشد من نظر المقلد على [ ص: 354 ] الجملة ، قال : ولا يجيء ذلك في اتباع مذاهب الأئمة المتأخرين عن ، لتفاوت مراتبهم وعسر الوقوف عليها . الشافعي قلت : وقد عمل بذلك الشيخ شهاب الدين أبو شامة ، وقدم فتوى ابن عبد السلام في تزويج الصغيرة على ظاهر نص ، وصنف فيه تصنيفا ، قال الشافعي الإمام : وهذا إذا كان الإمام المقلد نص في المسألة ، فأما إذا لم يصح فيه مذهب ، فليس إلا تقليد مفتي الزمان .