[ ص: 348 ] مرسل الصحابي ] واختلف مسقطو العمل بالمرسل في ، كقول قبول رواية الصحابي خبرا عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمعه منه : ذكر لي أن { أنس : من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة لمعاذ } الحديث . قال بعضهم : لا تقبل مراسيل الصحابي لا للشك في عدالته ، ولكن لأنه قد يروي الراوي عن تابعي ، وعن أعرابي لا يعرف صحبته ، ولو قال : لا أروي لكم إلا من سماعي أو من صحابي ، وجب علينا قبول مرسله . وقال آخرون : مراسيل الصحابة كلهم مقبولة لكون جميعهم عدولا ، ولأن الظاهر فيما أرسلوه أنهم سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم ، أو من صحابي سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما ما رووه عن التابعين ، فقد بينوه ، وهو أيضا قليل نادر ، لا اعتبار به . قال : وهذا هو الأشبه بالصواب . قال : ومن قبل المرسل اختلفوا فيه ، فمنهم من قدم ما أرسله الأئمة من الصحابي ، وإنما يرد من بعدهم ; لأنهم ليسوا في درجتهم ، ومنهم من يعمل بمراسيل كبار التابعين دون من قصر عنهم ، ومنهم من يقبل مراسيل جميع التابعين إذا استووا في العدالة ، ومنهم من يقبل مراسيل من عرف فيه النظر في أحوال شيوخه والتحري في الرواية عنهم ، دون من لم يعرف عنه ذلك . قال النبي صلى الله عليه وسلم قال : والذي نختاره سقوط فرض الله بالمرسل ; لجهالة رواته ، ولا يجوز قبول الخبر إلا ممن عرفت عدالته ، ولو قال المرسل : حدثني العدل الثقة عندي بكذا ، لم يقبل حتى يذكروا اسمه . ا هـ . الخطيب