17172 7616 - (17624) - (4\180) عن هشام سعد، حدثني قيس بن بشر التغلبي، عن أبيه، - وكان جليسا لأبي الدرداء بدمشق - قال: بدمشق رجل يقال له ابن الحنظلية، متوحدا لا يكاد يكلم أحدا، إنما هو في صلاة، فإذا فرغ، يسبح ويكبر ويهلل، حتى يرجع إلى أهله. قال: فمر علينا ذات يوم ونحن عند فقال له أبي الدرداء، كلمة منك تنفعنا ولا تضرك، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فلما أن قدمنا جلس رجل منهم في مجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: يا فلان، لو رأيت فلانا طعن، ثم قال: خذها وأنا الغلام الغفاري، فما ترى؟ قال: ما أراه إلا قد حبط أجره، قال: فتكلموا في ذلك حتى سمع النبي صلى الله عليه وسلم أصواتهم فقال: " بل أبو الدرداء: قال: " فسر بذلك يحمد ويؤجر " حتى هم أن يجثو على ركبتيه، فقال أنت سمعته؟ مرارا، قال: نعم " ثم مر علينا يوما آخر، فقال أبو الدرداء، كلمة تنفعنا ولا تضرك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " نعم الرجل أبو الدرداء خريم الأسدي لو قصر من شعره، وشمر إزاره " فبلغ ذلك خريما فعجل فأخذ الشفرة، فقصر من جمته، ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه قال أبي: " فدخلت على فرأيت رجلا معه على السرير شعره فوق أذنيه، مؤتزرا إلى أنصاف ساقيه، قلت من هذا؟ قالوا: معاوية خريم الأسدي ".
قال: ثم مر علينا يوما آخر، فقال كلمة منك تنفعنا ولا تضرك، قال: نعم كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لنا: " إنكم قادمون على إخوانكم، فأصلحوا رحالكم، ولباسكم حتى تكونوا في الناس كأنكم شامة، فإن الله لا يحب الفحش، ولا التفحش" . أبو الدرداء: كان
[ ص: 297 ]