( قوله ومن ورثت إن مات في ذلك الوجه أو قتل ) بيان لحكم الصحيح الملحق بالمريض هنا ، وهو من كان غالب حاله الهلاك كما في النقاية وغيرها ، والأولى أن يقال من يخاف عليه الهلاك غالبا على أن الغلبة تتعلق بالخوف ، وإن لم يكن الواقع غلبة الهلاك ، وأن في المبارزة لا يكون الهلاك غالبا إلا أن يبرز لمن علم أنه ليس من أقرانه بخلاف غلبة خوف الهلاك ، ودخل تحته من كان راكب السفينة إذا [ ص: 51 ] انكسرت ، وبقي على لوح أو افترسه السبع ، وبقي في فمه كما ذكره الشارح ، وقد يوهم أن الانكسار شرط لكونه فارا ، وليس كذلك فقد قال في المبسوط فإن تلاطمت الأمواج ، وخيف الغرق فهو كالمريض ، وكذا في البدائع ، وقيده بارز رجلا أو قدم ليقتل بقود أو رجم فأبانها الإسبيجابي بأن يموت من ذلك الموج أما لو سكن ثم مات لا ترث انتهى ، والحامل لا تكون فارة إلا في حال الطلق ، وفي المجتبى واختلف في تفسير الطلق فقيل الوجع الذي لا يسكن حتى تموت أو تلد وقيل وإن سكن لأن الوجع يسكن تارة ويهيج أخرى ، والأول أوجه . ا هـ .
والمسلول والمفلوج ، والمقعد ما دام يزداد ما به فهو غالب الهلاك ، وإلا فكالصحيح ، وبه كان يفتي برهان الأئمة والصدر الشهيد ، وذكر في جامع الفصولين فيه أقوالا فنقل أولا أنه إن لم يكن قديما فهو كمريض ، ولو قديما فكصحيح .
وثانيا لو لم يرج برؤه بتداو فكصحيح ، وإلا فكمريض ، وثالثا لو طال ، وصار بحال لا يخاف منه الموت فكصحيح ، واختلف في حد التطاول فقيل سنة ، وبعضهم اعتبروا العرف فما يعده تطاولا فتطاول ، وإلا فلا ، ورابعا إن لم يصر صاحب فراش فصحيح ، وإلا فمريض ، وخامسا لو يزداد كل يوم فهو مريض ، ولو ينتقص مرة ، ويزداد أخرى فلو مات بعد سنة فكصحيح ، ولو مات قبل سنة فكمريض . ا هـ .
وأشار بقوله إن مات في ذلك الوجه أو قتل إلى أنه لو طلق بعدما قدم للقتل ثم خلى سبيله أو حبس ثم قتل أو مات فهو كالمريض ترثه لأنه ظهر فراره بذلك الطلاق ثم ترتب موته فلا يبالي بكونه بغيره كالمريض إذا طلق ثم قتل ، وفي فتح القدير ، وأما في حال فشو الطاعون فهل يكون لكل من الأصحاء حكم المرض فقال به الشافعية ، ولم أره لمشايخنا . ا هـ .
وفي جامع الفصولين ثم ترثه مات بهذه الجهة أو بجهة أخرى ، ولذا قال الأصل مريض صاحب الفراش لو أبانها ثم قتل ترثه طعن فيه من له حكم المريض لو طلقها ، ومات في العدة فقال لا ترثه إذ مرض الموت ما هو سبب للموت ، ولم يوجد ، ولكنا نقول قد اتصل الموت بمرضه حين لم يصح حتى مات ، وقد يكون للموت سببان فلا يتبين بهذا أن مرضه لم يكن مرض موته ، وأن حقها لم يكن ثابتا في ماله . ا هـ . عيسى بن أبان
وفي المصباح برز الشيء بروزا من باب قعد ظهر ، وبارز في الحرب مبارزة وبرازا فهو مبارز ا هـ ، وفيه والسل بالكسر مرض معروف ، وأسله الله بالألف أمرضه بذلك فسل هو بالبناء للمفعول ، وهو مسلول من النوادر ، ولا يكاد صاحبه يبرأ منه ، وفي كتب الطب إنه من أمراض الشباب لكثرة الدم فيهم ، وهو قروح تحدث في الرئة . ا هـ .
وفيه والفالج مرض يحدث في أحد شقي البدن طولا فيبطل إحساسه وحركته ، وربما كان في الشقين ، ويحدث بغتة إلى آخره .