وقال : قرأت في بعض ما أنزل الله تعالى على أنبيائه : الهدية تفقأ عين الحكم ، قال الشاعر : كعب الأحبار
إذا أتت الهدية دار قوم تطايرت الأمانة من كواها
وقال منصور الفقيه :إذا رشوة من باب بيت تقحمت لتدخل فيه والأمانة فيه
سعت هربا منه وولت كأنها حليم تنحى عن جوار سفيه
وقال أيضا : فيمن تاب إن علم صاحبه دفعه إليه وإلا صرفه في مصالح المسلمين ، وله مع حاجته أخذ كفايته ، وفي رده على الرافضي في بيع سلاح في فتنة وعنب لخمر : يتصدق بثمنه وأنه قول محققي الفقهاء ، كذا قال ، وقوله مع الجماعة أولى ، ففي الصحيحين من حديث { أبي هريرة } وذكر الحديث ، . ما تصدق أحد بصدقة من كسب طيب . ولا يقبل الله تعالى إلا الطيب
من حديث ولمسلم { أبي هريرة } . إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا
قال : حدثنا أحمد حدثنا محمد بن عبيد أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد عن مرة الهمداني عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ابن مسعود } إن الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الدين إلا من يحب ، فمن أعطاه الله تعالى الدين فقد أحبه ، والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه ، قال : قلت : وما بوائقه يا رسول الله ؟ قال : غشه وظلمه ، ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ، ولا يتصدق به فيقبل منه ، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار ، إن الله تعالى لا يمحو السيئ بالسيئ ، ولكنه يمحو [ ص: 450 ] السيئ بالحسن ، إن الخبيث لا يمحو الخبيث أبان قال : ابن معين وغيره ليس به بأس ، فلا يقبل قول الأزدي إنه متروك ، والصباح لم يتكلم فيه ابن أبي حاتم بجرح ولا تعديل .
وقال : يروي الموضوعات ، كذا قال ، وهو حديث حسن إن شاء الله . ابن حبان
وروى عن أبو داود الطيالسي عن جعفر بن سليمان النضر بن حميد الكندي عن أبي الجارود عن عن أبي الأحوص عبد الله مرفوعا { } رواه لا يعجبنك رحب الذراعين يسفك الدماء فإن له عند الله تعالى قاتلا أو قتيلا لا يموت ، ولا يعجبنك امرؤ كسب مالا من حرام ، فإنه إن أنفقه أو تصدق به لم يقبل منه ، وإن تركه لم يبارك له فيه ، وإن بقي منه شيء كان زاده إلى النار من حديث الطبراني ، وهو إسناد متروك ، وقال جعفر بن سليمان : حدثنا أحمد يزيد حدثنا عن أبيه قال : لما مرض عمرو بن ميمون عبد الله بن عامر مرضه الذي توفي فيه أرسل إلى ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنهم ، فقال لهم : قد نزل بي ما قد ترون ، ولا أراني إلا لما بي ، فما ظنكم بي ؟ فقالوا : قد كنت تعطي الفقير والسائل ، وتصل الرحم ، وحفرت الآبار بالفلوات لابن السبيل ، وبنيت الحوض عبد الله بن عمر بعرفة يشرع فيه حاج بيت الله ، فما نشك لك في النجاة . وعينه إلى عبد الله بن عمر ساكت ، فلما أبطأ عليه بالكلام قال له : يا وعبد الله بن عمر ، مالك لا تتكلم ؟ قال : إذا طاب المكسب زكت النفقة ، وسترد فتعلم ، إسناد جيد . أبا عبد الرحمن
وروى عن ابن أبي الدنيا قال : دخل محمد هو ابن سيرين ابن عامر على فقال : الرجل يصيب المال فيصل منه الرحم ويفعل منه [ ص: 451 ] ويفعل قال ابن عمر : إنك ما علمت لمن أجدرهم أن يفعل ذلك ، ولكن انظر ما أوله ، فإن كان أوله خبيثا ، فإن الخبيث كله خبيث . ابن عمر ، مع أن ردها أولى ، والمذهب : إن لم يكن حكومة . وذكر جماعة : أو أحس بها . وله قبول هدية معتادة قبل ولايته
وفي المستوعب : المحرم كالعادة .
وفي الفصول احتمال في غير عمله كالعادة .
[ ص: 448 ]