الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      معلومات الكتاب

      دليل الحيران على مورد الظمآن

      المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

      ثم قال:


      وفي الذي كرر منه أكتفي بذكر ما جاء أولا من أحرف


      منوعا يكون أو متحدا     وغير ذا جئت به مقيدا

      [ ص: 28 ] هذا من جملة مصطلحه في هذا الرجز؛ وهو أن الذي تكرر في القرآن من كلمات الحذف المطرد يكتفي فيه بذكر ما جاء أولا من أحرف، أي: يقتصر فيه على ذكر حذف ما وقع أولا من الكلمات، ولا يتعرض لحذف ما زاد على ذلك الأول من نظائره الواقعة بعده اكتفاء به عنها، لكون حكم الجميع واحدا، ومن هذا يعلم أن اللفظ الذي يذكر فيه الناظم الحذف في ترجمة من التراجم يعم نظائره الواقعة في تلك الترجمة، وفيما بعدها ولا يعم ما قبل الترجمة التي هو فيها; لأن الناظم إنما يكتفي بالأول عما بعده، ولا يكتفي عن الأول بما بعده، نعم إن وجد في كلامه ما يدل على تعميم الحكم في السابق واللاحق كان الحكم شاملا للجميع، وذلك كتعليق الحكم على ضابط لا على عين لفظ. نحو قوله: وقبل تعريف وبعد لام، وقوله: ووزن فعال فاعل ثبت.

      ثم إنه لا فرق في ذلك المكرر الذي يكتفي فيه بذكر الأول بين أن يكون منوعا، أو متحدا، والمراد بالنوع اللفظ المكرر الذي في أوله أو آخره زيادة على نظيره: كالأزواج و: "أزواجهم" أو"أزواج" و: "الأبصار"، و: "أبصارهم"، و: "أبصار"، و: "بسلطان"، و: "سلطان"، والمراد بالمتحد اللفظ المكرر الذي على صورة واحدة في جميع القرآن من غير زيادة ولا نقص "كباخع" و: "صلصال" و: "غضبان".

      واسم الإشارة في قوله: وغير ذا جئت به مقيدا يعود على المكرر، المطرد حذفه بقسيمه، المنوع والمتحد، يعني أن المكرر من الكلمات غير المطرد حذفها بأن حذفت في بعض المواضع دون بعض يقيده بقيد يميزه به عن غيره، والتقيد بأشياء، منها المجاور؛ كقوله: إلا الذي مع خلال قد ألف، ومنها التقيد بالحرف كقوله: لابن نجاح: خاشعا، والغفار، فقيد الغفار بالحرف وهو "أل" احترازا عن: "غفارا" بسورة نوح، ومنها التقييد بالسورة، كقوله: والحذف في الأنفال في الميعاد، ومنها التقييد بغير ذلك مما سنقف عليه إن شاء الله في كلام الناظم، وحذف همزة جاء من قوله: ما جاء أولا على إحدى اللغات في اجتماع الهمزتين.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية