وفي الذي كرر منه أكتفي بذكر ما جاء أولا من أحرف
منوعا يكون أو متحدا وغير ذا جئت به مقيدا
ثم إنه لا فرق في ذلك المكرر الذي يكتفي فيه بذكر الأول بين أن يكون منوعا، أو متحدا، والمراد بالنوع اللفظ المكرر الذي في أوله أو آخره زيادة على نظيره: كالأزواج و: "أزواجهم" أو"أزواج" و: "الأبصار"، و: "أبصارهم"، و: "أبصار"، و: "بسلطان"، و: "سلطان"، والمراد بالمتحد اللفظ المكرر الذي على صورة واحدة في جميع القرآن من غير زيادة ولا نقص "كباخع" و: "صلصال" و: "غضبان".
واسم الإشارة في قوله: وغير ذا جئت به مقيدا يعود على المكرر، المطرد حذفه بقسيمه، المنوع والمتحد، يعني أن المكرر من الكلمات غير المطرد حذفها بأن حذفت في بعض المواضع دون بعض يقيده بقيد يميزه به عن غيره، والتقيد بأشياء، منها المجاور؛ كقوله: إلا الذي مع خلال قد ألف، ومنها التقيد بالحرف كقوله: خاشعا، والغفار، فقيد الغفار بالحرف وهو "أل" احترازا عن: "غفارا" بسورة نوح، ومنها التقييد بالسورة، كقوله: والحذف في الأنفال في الميعاد، ومنها التقييد بغير ذلك مما سنقف عليه إن شاء الله في كلام الناظم، وحذف همزة جاء من قوله: ما جاء أولا على إحدى اللغات في اجتماع الهمزتين. لابن نجاح: