قراءة أهل المدينة ، وقرأ الكوفيون ( وأبي عمرو كونوا أنصار الله ) بالإضافة وهو اختيار وحجته في ذلك ( أبي عبيد قال الحواريون نحن أنصار الله ) ولم يقولوا : أنصار لله . وهذه الحجة لا تلزم لأنهما مختلفان لأن الأول كونوا ممن ينصرون الله فمعنى هذا النكرة فيجب أن يكون أنصارا لله وإن كانت الإضافة فيه تجوز أي كونوا الذين يقال لهم : هذا ، والثاني معناه المعرفة . ألا ترى أنك إذا قلت : فلان ناصر لله فمعناه ممن يفعل هذا ، وإذا عرفته فمعناه المعروف بهذا ، كما قال :
هو الجواد الذي يعطيك نائله حينا ويظلم أحيانا فيظلم
فأما قول القتبي معنى ( من أنصاري إلى الله ) أي مع الله فلا يصح ولا يجوز : قمت إلى زيد مع زيد . قال : وتقديره من يضم نصرته إياي إلى [ ص: 424 ] نصرة الله إياي ( أبو جعفر فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة ) قد بيناه قال : ( مجاهد فأيدنا ) فقوينا . قال في معنى ( إبراهيم النخعي فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين ) أيدهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم وتصديقه إياهم أن عيسى صلى الله عليه وسلم كلمة الله .