فإن لم تفعلوا [ 24 ]
يقال : كيف دخلت " إن " على " لم " ، ولا يدخل عامل على عامل ؟
فالجواب أن " إن " هنا غير عاملة في اللفظ ، فدخلت على " لم " كما تدخل على الماضي ، لأنها لا تعمل في " لم " كما لا تعمل في الماضي ، فمعنى " إن لم تفعلوا " : إن تركتم الفعل . قال : إنما جزموا بلم لأنها نفي ، فأشبهت " لا " في قولك : لا رجل في الدار ؛ فحذفت بها الحركة كما حذفت التنوين من الأسماء . وقال غيره : جزمت بها لأنها أشبهت " إن " التي للشرط لأنها ترد المستقبل إلى الماضي ، كما ترد " إن " ، فنحتاج إلى جواب ، فأشبهت الابتداء ، والابتداء يلحق به الأسماء الرفع وهو أولى بالأسماء ، فكذا حذف مع " إن " لأن أولى ما للأفعال السكون ، الأخفش سعيد ولن تفعلوا نصب بلن وعلامة نصبه حذف النون ، واستوى النصب والجزم في الأفعال لأنهما فرعان ، وهما بمنزلة النصب والخفض في الأسماء ، وحكي عن - رحمه الله - أن أصل " لن " : لا أن ، ورد عليه هذا الخليل وقال : لو كان كذا ؛ لما جاز " زيدا لن أضرب " . قال سيبويه : من أبو عبيدة العرب من يجزم بلن ، كما يجزم بلم . فاتقوا النار جواب الشرط في الفاء وما بعدها . ولغة تميم وأسد : " فتقوا النار " ، وحكى : تقى يتقي ، [ ص: 201 ] ( سيبويه النار ) مفعولة ( التي ) من نعتها ( وقودها ) مبتدأ ( الناس ) خبر ( والحجارة ) عطف عليهم ( أعدت ) فعل ماض ، والتاء علامة التأنيث أسكنت عند البصريين لأنها حرف جاء لمعنى ، وعند الكوفيين أنك لما ضممت تاء المخاطب وفتحت تاء المخاطب المذكر وكسرت تاء المؤنث وبقيت هذه التاء ؛ كان ترك العلامة لها علامة ، واسم ما لم يسم فاعله مضمر في " أعدت " للكافرين خفض باللام الزائدة . وقرأ ، الحسن ومجاهد ، ( التي وقودها ) بضم الواو . وقال وطلحة بن مصرف : ، الكسائي : الوقود - بفتح الواو - : الحطب ، والوقود - بضمها - الفعل . قال والأخفش سعيد : يجب على هذا أن لا يقرأ إلا وقودها بفتح الواو ؛ لأن المعنى : حطبها . إلا أن أبو جعفر قال : وحكي أن بعض الأخفش العرب يجعل الوقود والوقود جميعا بمعنى الحطب والمصدر ، وذهب إلى أن الأول كثر ، قال : كما أن الوضوء الماء ، والوضوء المصدر .