" والعمرة " عطف على الحج ، وقراءة : ( والعمرة لله ) شاذة [ ص: 293 ] بعيدة ؛ لأن العمرة يجب أن يكون إعرابها كإعراب الحج ، كذا سبيل المعطوف . الشعبي
فإن قيل : رفعها بالابتداء ؛ لم تكن في ذلك فائدة ؛ لأن العمرة لم تزل لله - عز وجل - ، وأيضا فإنه تخرج العمرة من الإتمام . وقال : من احتج للرفع إذا نصبت وجب أن تكون العمرة واجبة . قال : وهذا الاحتجاج خطأ ؛ لأن هذا لا يجب به فرض ، وإنما الفرض أبو جعفر ولله على الناس حج البيت ولو قال قائل : أتمم صلاة الفرض والتطوع ؛ لما وجب من هذا أن يكون التطوع واجبا ، وإنما المعنى : إذا دخلت في صلاة الفرض والتطوع فأتممها . فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي قال : واحد الهدي هدية . وقال أبو عمرو بن العلاء : لا واحد له . قال الفراء : ويقال : هدي . وحكى غيره : إنها لغة بني تميم ، قال ابن السكيت زهير :
فلم أر معشرا أسروا هديا ولم أر جار بيت يستباء
قال : التقدير : فعليه ما استيسر من الهدي . الأخفش فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام أي فعليه صيام ثلاثة أيام ، وثبتت الهاء في ثلاثة فرقا بين المذكر والمؤنث . وقيل : كان المذكر أولى بالهاء لأن الهاء تدخل في المذكر في الجمع القليل نحو قردة ، وهذا قول الكوفيين . وقال بعض البصريين : [ ص: 294 ] كان المذكر أولى بالهاء ؛ لأن تأنيثه غير حقيقي فأنث باللفظ ، والمؤنث تأنيثه حقيقي فأنث بالمعنى والصيغة لأنها أوكد ، وقال بعضهم : وقع بالمذكر التأنيث لأنه بمعنى جماعة . تلك عشرة كاملة ابتداء وخبر ، و " تيك " لغة . ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام الأصل " حاضرين " حذفت النون للإضافة ، وحذفت الياء من اللفظ في الإدراج لسكونها وسكون اللام بعدها .