" الذين " في موضع خفض ، نعت للمتقين ، ويجوز أن يكون نصبا بمعنى أعني ، ورفعا من جهتين بالابتداء ، والخبر : " أولئك على هدى من ربهم " ، وعلى إضمار " هم " .
" يؤمنون " بالهمز لأن أصل آمن : أأمن ، كره الجمع بين همزتين ، فأبدلت من الثانية ألف ، فلما قلت : يؤمنون ، فزالت إحدى الهمزتين ؛ همزت على الأصل ، وإن خففت قلت : " يومنون " بغير همز . و " يؤمنون " مثل " يكرمون " الأصل فيه : " يؤكرمون " لأن سبيل المستقبل أن يكون زائدا على الماضي حرفا ، إلا أنه حذف منه الزائد ؛ لأن الضمة تدل عليه ، ولو [ ص: 182 ] جئت به على الأصل لاجتمعت الهمزات . والمضمر في " يؤمنون " يعود على " الذين " ، وهذيل تقول : " الذون " في موضع الرفع . ومن العرب من يقول : " الذي " في الجمع ، كما قال :
وإن الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم يا أم خالد
بالغيب مخفوض بالباء الزائدة ، والباء متصل بـ " يؤمنون " ويقيمون معطوف على " يؤمنون " والأصل يقومون قلبت كسرة على القاف فانقلبت ياءا الصلاة منصوبة بـ " يقيمون " ، وجمعها : صلوات ، وصلاءة ، وصلاوة ومما رزقناهم ينفقون " ما " في موضع خفض بـ " من " ، وهي مصدر لا يحتاج إلى عائد ، ويجوز أن يكون بمعنى " الذي " وتحذف العائد ، والنون والألف رفع بالفعل ، والهاء والميم نصب به ، و " من " متصلة بـ ينفقون أي وينفقون مما رزقناهم .