[ ص: 237 ] سورة الزخرف
قوله تعالى: ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون
ومما أنكره السلف: ولم يكن ذلك طريقة أئمة الإسلام، وإنما أحدث ذلك بعدهم كما أحدثه فقهاء العراقيين في مسائل الخلاف بين الشافعية والحنفية، وصنفوا كتب الخلاف ووسعوا البحث والجدال فيها، وكل ذلك لا أصل له وصار ذلك علمهم . حتى شغلهم عن العلم النافع . وقد أنكر ذلك السلف وورد في الحديث المرفوع في "السنن": الجدال والخصام والمراء في مسائل الحلال والحرام، ثم قرأ: " ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل " . ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون
وقال بعض السلف: إذا أراد الله بعبد خيرا فتح له باب العمل وأغلق عنه باب الجدل، وإذا أراد الله بعبد شرا أغلق عنه باب العمل، وفتح له باب الجدل .
وقال : أدركت أهل هذه البلدة وإنهم ليكرهون هذا الإكثار الذي عليه الناس اليوم، يريد المسائل . وكان يعيب كثرة الكلام والفتيا ويقول: يتكلم أحدهم كأنه جمل مغتلم، يقول: هو كذا هو كذا، يهدر كلامه، وكان يكره الجواب في كثرة المسائل، ويقول: قال الله عز وجل: مالك ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي فلم يأته في ذلك جواب . [ ص: 238 ] وقيل له: الرجل يكون عالما بالسنة يجادل عنها، قال: لا، ولكن يخبر بالسنة، فإما قبل منه وإلا سكت . وقال: يذهب بنور العلم . وقال: المراء في العلم يقسي القلب ويورث الضغن . وكان يقول في المسائل التي يسأل عنها كثيرا: لا أدري . كان المراء والجدال في العلم يسلك سبيله في ذلك . الإمام أحمد
وقد ورد النهي عن كثرة المسائل وعن أغلوطات المسائل، وعن المسائل قبل وقوع الحوادث .