فقوله: إنما الله إله واحد فيه ليس المراد أنه لا صفة له سوى وحدانية الإلهية، وكذلك قوله: نفي تعدد الإلهية في حقه سبحانه وأنه لا إله غيره، إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فإن المراد به أنه لم يوح إلي في أمر الإلهية إلا التوحيد لا الإشراك .
والعجب أن أبا حيان الأندلسي أنكر على ادعاءه الحصر في هذه الآية لاستلزامه عنده أنه لم يوح إليه غير التوحيد، قال: لأن الحصر إنما [ ص: 115 ] يلقى من جهة: "أنما" المفتوحة الهمزة، قال: ولا يعرف القول بإفادتها الحصر إلا عند الزمخشري وحده . الزمخشري
ورد ذلك عليه شيخنا أبو محمد بن هشام بناء على أن (أن) المفتوحة فرع عن "إن " المكسورة على الصحيح، قال: ولهذا صح للزمخشري أن يدعي أنها تفيد الحصر "إنما" انتهى .
وهذا كله لا حاجة إليه في هذه الآية فإن الحصر مستفاد فيها من "إنما" المكسورة التي في أول الآية فلو فرض أن "أنما" المفتوحة لا تفيد الحصر لم ينتف بذلك الحصر في الآية على ما لا يخفى، وكذلك قوله تعالى: إنما أنت منذر أي لست ربا لهم ولا مجازيا ولا محاسبا، وليس عليك أن تجبرهم على الإيمان، ولا أن تتكلف لهم طلب الآيات التي يقترحونها عليك، إنما أنت منذر فليس عليك إلا الإنذار، كما قال: فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب وقال: فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر
ومن ها هنا يظهر الجواب عن قوله: فإنه قال: "إنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي" فالكلام إنما سيق لبيان آيات الأنبياء العظام الذي آمن لهم بسببها الخلق الكثير، ومعلوم أن أعظم آيات النبي - صلى الله عليه وسلم - التي آمن عليها أكثر أمته هي الوحي وهو الذي كان يدعو به الخلق كلهم، ومن أسلم في حياته خوفا فأكثرهم دخل الإيمان في قلبه بعد ذلك بسبب سماع الوحي لمسلمي الفتح وغيرهم، فالنفي توجه إلى [ ص: 116 ] أنه لم تكن آياته التي أوجبت إسلام الخلق الكثير من جنس ما كان لمن قبله مثل ناقة "ما من نبي إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة" صالح وعصا موسى ويده وإبراء المسيح الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ونحو ذلك، فإن هذه أعظم آيات الأنبياء قبله وبها آمن البشر لهم، وأما آيته هو - صلى الله عليه وسلم - التي آمن البشر عليها في حياته وبعد وفاته فهي الوحي التي أوحي إليه وهي التي توجب إيمان البشر إلى يوم القيامة كما قال تعالى: وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ولهذا قيل: إن آيات الأنبياء انقطعت بموتهم ، وآياته - صلى الله عليه وسلم - باقية إلى يوم القيامة، ومما يبين أن الحصر لم ينتف عن "إنما" في شيء من هذه الأنواع التي توهموها، أن الحصر قد جاء فيها وفي مثلها بإلا كما جاء بـ "إنما" فإنه جاء كما جاء "لا ربا إلا في النسيئة" وجاء في القرآن "إنما الربا في النسيئة" وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل كما جاء: إنما أنت منذر وكذلك قوله: ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل
ومثل ذلك كثير فهذا وجه إفادتها الحصر في هذه الآية على القول المشهور وهو "إنما" في قوله: إنما يخشى الله من عباده العلماء هي الكافة، وأما على قول من جعلها موصولة فتفيد الحصر من جهة أخرى وهو أنها إذا كانت موصولة فتقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضا يفيد الحصر؛ فإن الموصول يقتضي العموم لتعريفه، وإذا كان عاما لزم أن يكون خبره عاما أيضا لئلا يكون الخبر أخص من المبتدأ، وهذا النوع من الحصر يسمى حصر المبتدأ في الخبر، ومتى كان المبتدأ عاما فلا ريب إفادته الحصر، وأما دلالة الآية على الثالث، وهو نفي العلم من غير أهل الخشية، فمن جهة الحصر أيضا فإن الحصر المعروف المطرد فهو حصر الأول في الثاني، [ ص: 117 ] وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - وأنه قد يكون مرادا أيضا فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين، ومثل ذلك كقوله: إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب و إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع قال: وكذلك الحصر في هذه الآية أعني قوله: إنما يخشى الله من عباده العلماء فتقتضي أن كل من خشي الله فهو عالم، وتقتضي أيضا أن العالم من يخشى الله، وبيان الحصر الذي ذكره الشيخ - رحمه الله - في هذه الآيات أن قوله: إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فيه الحصر من الطرفين، فإن اقتضى أن إنذاره مختص بمن اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فإن هذا هو المختص بقبول الإنذار، والانتفاع به فلذلك نفى الإنذار عن غيره، والقرآن مملوء بأن الإنذار إنما هو للعاقل له خاصة، ويقتضي أنه لا يتبع الذكر ويخشى الرحمن بالغيب إلا من أنذره أي من قبل إنذاره وانتفع به فإن اتباع الذكر، وخشية الرحمن بالغيب مختصة بمن قبل الإنذار كما يختص قبول الإنذار والانتفاع بأهل الخشية واتباع الذكر .
وكذلك قوله: إنما أنت منذر من يخشاها وقوله: إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا الآية، فإن انحصار الإنذار في أهل الخشية، كانحصار أهل الخشية في أهل الإنذار، والذين خروا سجدا في أهل الإيمان ونحو ذلك فكذلك قوله: إنما يخشى الله من عباده العلماء وقد فسرها السلف بذلك أيضا كما سنذكره - إن شاء الله تعالى - ونذكر شواهده .
[ ص: 118 ] وهاهنا نكتة حسنة، وهي أن قوله تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء قد علم أنه يقتضي ثبوت الخشية للعلماء للرب هل يقتضي ثبوتها لجنس العلماء، كما يقال: إنما يحج المسلمون، أو: لا يحج إلا مسلم ، فيقتضي ثبوت الحج لجنس المسلمين لا لكل فرد فرد منهم أو يقتضي ثبوت الخشية لكل واحد من العلماء، هذا الثاني هو الصحيح وتقريره من جهتين:
الجهة الأولى: أن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، كما تقدم بيانه، فحصر الخشية في العلماء يفيد أن كل من خشي الله فهو عالم وإن لم يفد لمجرده أن كل عالم فهو يخشى الله وتفيد أن من لا يخشى فليس بعالم، وحصر العلماء في أهل الخشية يفيد أن كل عالم فهو خاش، فاجتمع من مجموع الحصرين ثبوت الخشية لكل فرد من أفراد العلماء .
والجهة الثانية: أن المحصور هل هو مقتض للمحصور فيه أو هو شرط له؟ قال الشيخ أبو العباس - رحمه الله -: وفي هذه الآية وأمثالها هو مقتض فهو عام فإن العلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف، ومراده بالمقتضي - العلة المقتضية - وهي التي يتوقف تأثيرها على وجود شروط وانتفاء موانع كأسباب الوعد والوعيد ونحوهما فإنها مقتضيات وهي عامة، ومراده بالشرط ما يتوقف تأثير السبب عليه بعد وجود السبب وهو الذي يلزم من عدمه عدم المشروط ولا يلزم من وجوده وجود المشروط، كالإسلام بالنسبة إلى الحج . والمانع بخلاف الشرط، وهو ما يلزم من وجوده العدم ولا يلزم من عدمه الوجود وهذا الفرق بين السبب والشرط وعدم المانع إنما يتم على قول من [ ص: 119 ] يجوز تخصيص العلة وأما من لا يسمي علة إلا ما استلزم الحكم ولزم من وجودها وجوده على كل حال، فهؤلاء عندهم الشرط وعدم المانع من جملة أجزاء العلة، والمقصود هنا أن العلم إذا كان سببا مقتضيا للخشية كان ثبوت الخشية عاما لجميع أفراد العلماء لا يتخلف إلا لوجود مانع ونحوه .
وقد تقدم بيان دلالة الآية على أن من خشي الله وأطاعه وامتثل أوامره واجتنب نواهيه فهو عالم لأنه لا يخشاه إلا عالم، وعلى نفي الخشية عن غير العلماء، ونفي العلم عن غير أولي الخشية أيضا، وأن من لم يخش الله فليس بعالم وبذلك فسرها السلف .
فعن قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وجلالي وسلطاني " . ابن عباس
وعن مجاهد : "العالم من خاف الله " . والشعبي
وعن قال: "كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا" . ابن مسعود
وذكر عن ابن أبي الدنيا في هذه الآية: "العلماء بالله الذين يخافونه " . عطاء الخراساني
وعن في هذه الآية قال: من لم يخش الله فليس بعالم، ألا ترى أن الربيع بن أنس داود قال: ذلك بأنك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك وما علم من لم يخشك وما حكم من لم يؤمن بك .
وعن الربيع عن في قوله تعالى: أبي العالية يؤتي الحكمة من يشاء قال: "الحكمة الخشية فإن خشية الله رأس كل حكمة" .
[ ص: 120 ] وروى من طريق الدارمي عن عكرمة : ابن عباس إنما يخشى الله من عباده العلماء قال: "من خشي الله فهو عالم " .
وعن يحيى بن جعدة، عن قال: "يا حملة العلم، اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم فوافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم ولا يجاوز تراقيهم، يخالف علمهم عملهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حلقا فيباهي بعضهم بعضا، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله عز وجل " . علي
وعن قال: " كفى بالمرء علما أن يخشى الله عز وجل وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعلمه " . مسروق
وعن - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنا"، وعن ابن عمر نحوه . أبي حازم
منه قول "إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربه" . الحسن:
وعن أن عبيد الله بن عمر سأل عمر بن الخطاب : "من أرباب العلم؟ قال: الذين يعملون بما يعلمون " . عبد الله بن سلام
وقال رجل : أفتني أيها العالم فقال: "إنما العالم من يخاف الله " . للشعبي
وعن عن بعض أصحابه قال: "علامة العلم: خشية الله عز وجل" . الربيع بن أنس
[ ص: 121 ] وسئل -: من أفقه أهل سعد بن إبراهيم المدينة؟ قال: "أتقاهم لربه " .
وسئل عن الإمام أحمد وقيل له: هل كان معه علم؟ فقال: "كان معه أصل العلم، خشية الله عز وجل " . معروف،
ويشهد لهذا قوله تعالى: أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وكذلك قوله تعالى: إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب
وقوله: أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم وقوله: ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم
قال : "سألت أصحاب أبو العالية محمد عن هذه الآية: إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فقالوا: كل من عصى الله فهو جاهل، وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب " .
وعن قال: "أجمع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن كل من عصى ربه فهو جاهل جهالة، عمدا كان أو لم يكن، وكل من عصى ربه فهو جاهل " . قتادة
وقال : "من عمل ذنبا من شيخ أو شاب فهو بجهالة"، وقال أيضا: "من عصى ربه فهو جاهل حتى ينزع عن معصيته "، وقال أيضا: "من عمل سوءا خطأ أو إثما فهو جاهل حتى ينزع منه "، وقال أيضا هو مجاهد : "الجهالة: العمد"، رواهن وعطاء ابن أبي حازم وغيره، وقال: وروي عن ، [ ص: 122 ] قتادة وعمرو بن مرة، نحو ذلك . والثوري
وروي عن ، مجاهد ، قالا: "ليس من جهالته أن لا يعلم حلالا ولا حراما، ولكن من جهالته حين دخل فيه " . والضحاك
وقال : "الدنيا كلها جهالة" . عكرمة
وعن أنه سئل عنها فقال: "هم قوم لم يعلموا ما لهم مما عليهم، قيل له: أرأيت لو كانوا علموا؟ قال: فليخرجوا منها فإنها جهالة" . الحسن البصري
ومما يبين أن وجوه: العلم يوجب الخشية وأن فقده يستلزم فقد الخشية
إحداها: أن العلم بالله تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية، وبهذا فسر الآية ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي، وعزتي، وجلالي، وسلطاني "، ويشهد لهذا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن عباس وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية" وفي "المسند" وكتاب "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا" . الترمذي من حديث وابن ماجه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبي ذر وقال "إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، إن السماء أطت وحق لها أن تئط، ليس فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجد لله - عز وجل - والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز [ ص: 123 ] وجل"، : حسن غريب . الترمذي
قال: ويروى عن موقوفا وذكر أبي ذر وغيره بالإسناد عن أبو نعيم ، أنه قال للنفر الذين كانوا يختصمون ويتمارون: "أو ما علمتم أن لله عبادا أصمتتهم خشية الله من غير بكم ولا عي، وإنهم لهم العلماء والفصحاء والطلقاء والنبلاء، العلماء بأيام الله غير أنهم إذا تذكروا عظمة الله طاشت لذلك عقولهم، وانكسرت قلوبهم، وانقطعت ألسنتهم، حتى إذا استفاقوا من ذلك، تسارعوا إلى الله عز وجل بالأعمال الزكية، يعدون أنفسهم مع المفرطين، وإنهم لأكياس أقوياء مع الظالمين والخاطئين، وإنهم لأبرار برءاء، إلا أنهم لا يستكثرون إلا الكثير، ولا يرضون له بالقليل، ولا يدلون عليه بالأعمال هم حيث ما لقيتموهم مهتمون مشفقون وجلون خائفون" . ابن عباس
وروى أثرا عن ابن أبي الدنيا زناد بن أبي حبيب أنه بلغه: "أن من حملة العرش من سال من عينه أمثال الأنهار من البكاء فإذا رفع رأسه قال: سبحانك ما تخشى حق خشيتك، قال تعالى ذكره: لكن الذين يحلفون باسمي كاذبون لا يعلمون ذلك" .
وعن يزيد الرقاشي قال: "إن لله تبارك وتعالى ملائكة حول العرش، تجري أعينهم مثل الأنهار إلى يوم القيامة، يميدون كأنهم ينفضهم الريح من خشية الله، فيقول الرب عز وجل: يا ملائكتي، ما الذي يخيفكم وأنتم عندي؟
فيقولون: يا رب، لو أن أهل الأرض اطلعوا من عزتك وعظمتك على ما اطلعنا عليها، ما أساغوا طعاما ولا شرابا، ولا انبسطوا في فرشهم . ولخرجوا إلى الصحاري يخورون كما تخور البقر" .
ومثل هذا كثير جدا، [ ص: 124 ] والمقصود أن هو أصل العلم النافع، ولهذا قال طائفة من السلف العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله من قدره، وخلقه، والتفكير في عجائب آياته المسموعة المتلوة، وآياته المشاهدة المرئية من عجائب مصنوعاته، وحكم مبتدعاته ونحو ذلك مما يوجب خشيته وإجلاله، ويمنع من ارتكاب نهيه، والتفريط في أوامره; لعمر بن عبد العزيز وسفيان بن عيينة : "أعجب الأشياء قلب عرف ربه ثم عصاه " .
وقال : "لو يفكر الناس في عظمة الله لما عصوا الله"، وفي هذا المعنى يقول الشاعر: بشر بن الحارث
فواعجبا كيف يعصى الإلــ ه وكيف يجحده الجاحد ولله في كل تحريكة
وتسكينة أبدا شاهد وفي كل شيء له آية
تدل على أنه واحد