أول كتاب حديث وصل إلينا كاملاً ومرتبًا على أبواب العلم، ومرتبته في الصحة بعد صحيحي البخاري ومسلم، جمعه الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس الأصبحي، إمام دار الهجرة، وهو صاحب المذهب الفقهي المشهور، المتوفى سنة 179هـ.
شرح لسنن الترمذي أحد الكتب الستة، ألفه العلامة أبو العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري (المتوفى سنة 1353هـ)، شرح فيه الأحاديث إسنادًا ومتنًا، مع التنبيه على الفوائد العلمية، والأحكام الفقهية.
كتاب في علم التراجم، ألفه الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 هـ، وهو كالاختصار لكتابه الضخم: (تاريخ الإسلام)، وفيه زيادات، رتّبه على أربعين طبقة تقريبًا، ولم يقتصر فيه الذهبي على نوع معين من الأعلام، بل شملت تراجمه كثيرًا من فئات الناس، من الخلفاء، والأمراء، والوزراء، والقضاة، والقراء، والمحدثين، والفقهاء، والأدباء، وأرباب الملل والنحل، والفلاسفة.
من كتب الحديث الستة، جمعه الإمام أحمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة 303 هـ، وهو أقل الكتب بعد الصحيحين حديثًا ضعيفًا. وكتاب (المجتبى) جمع بين الفقه وفن الإسناد، فقد رتّب الأحاديث على الأبواب، وجمع أسانيد الحديث الواحد في مكان واحد. وقد اهتم العماء بشرح سنن النسائي، فمن تلك الشروح: شرح السيوطي، وهو شرح موجز، وحاشية السندي.
كتاب في التاريخ، ألفه العلامة إسماعيل بن عمر بن كثير المتوفى سنة 774هـ، ذكر فيه بدء الخلق إلى نهايته، بدأ ببداية خلق السماوات والأرض، ثم ذكر قصص الأنبياء، وسرد الأحداث التاريخية منذ مبعث النبي محمد حتى سنة 767 هـ مرتبًا على السنوات، وذكر أيضًا أحداث يوم القيامة.
أول كتاب حديث وصل إلينا كاملاً ومرتبًا على أبواب العلم، ومرتبته في الصحة بعد صحيحي البخاري ومسلم، جمعه الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس الأصبحي، إمام دار الهجرة، وهو صاحب المذهب الفقهي المشهور، المتوفى سنة 179هـ.
شرح لسنن الترمذي أحد الكتب الستة، ألفه العلامة أبو العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري (المتوفى سنة 1353هـ)، شرح فيه الأحاديث إسنادًا ومتنًا، مع التنبيه على الفوائد العلمية، والأحكام الفقهية.
كتاب في علم التراجم، ألفه الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 هـ، وهو كالاختصار لكتابه الضخم: (تاريخ الإسلام)، وفيه زيادات، رتّبه على أربعين طبقة تقريبًا، ولم يقتصر فيه الذهبي على نوع معين من الأعلام، بل شملت تراجمه كثيرًا من فئات الناس، من الخلفاء، والأمراء، والوزراء، والقضاة، والقراء، والمحدثين، والفقهاء، والأدباء، وأرباب الملل والنحل، والفلاسفة.
من كتب الحديث الستة، جمعه الإمام أحمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة 303 هـ، وهو أقل الكتب بعد الصحيحين حديثًا ضعيفًا. وكتاب (المجتبى) جمع بين الفقه وفن الإسناد، فقد رتّب الأحاديث على الأبواب، وجمع أسانيد الحديث الواحد في مكان واحد. وقد اهتم العماء بشرح سنن النسائي، فمن تلك الشروح: شرح السيوطي، وهو شرح موجز، وحاشية السندي.
هذا الحديث خرجه الترمذي من رواية حنش الصنعاني ، عن ابن عباس وخرجه الإمام أحمد من حديث حنش الصنعاني مع إسنادين آخرين منقطعين ولم يميز لفظ بعضها من بعض ، ولفظ حديثه : يا غلام أو يا غليم ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ؟ " فقلت : بلى ، فقال : " احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، قد جف القلم...
[ المسألة الثانية ] [ هل يقبل قول المطلق أنه أراد بطلاقه أكثر من طلقة ؟ ] وأما المسألة الثانية : فهي اختلافهم فيمن قال لزوجته : أنت طالق ، وادعى أنه أراد بذلك أكثر من واحدة : إما ثنتين وإما ثلاثا ، فقال مالك : هو ما نوى ، وقد لزمه - وبه قال الشافعي - إلا أن يقيد فيقول : طلقة واحدة ، وهذا القول هو المختار عند أصحابه . وأما أبو حنيفة ، فقال : لا يقع ثلاثا بلفظ الطلاق ، لأن العدد لا يتضمنه لفظ الإفرا...
فصل أصل الذنوب ولما كانت الذنوب متفاوتة في درجاتها ومفاسدها تفاوتت عقوباتها في الدنيا والآخرة بحسب تفاوتها . ونحن نذكر فيها بعون الله وحسن توفيقه فصلا وجيزا جامعا ، فنقول : أصلها نوعان : ترك مأمور ، وفعل محظور ، وهما الذنبان اللذان ابتلى الله سبحانه بهما أبوي الجن والإنس . وكلاهما ينقسم باعتبار محله إلى ظاهر على الجوارح ، وباطن في القلوب . وباعتبار متعلقه إلى حق الله وحق خلقه . وإن...
الْبُنْدَارُ الشَّيْخُ الصَّالِحُ الْقُدْوَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ ، عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَنْصُورٍ ، الْحَرِيمِيُّ ، الْبُنْدَارُ ، أَخُو عَبْدِ الْجَبَّارِ . سَمِعَ هِبَةَ اللَّهِ بْنَ الْحُصَيْنِ ، وَأَبَا الْمَوَاهِبِ بْنَ مُلُوكٍ ، وَهِبَةَ اللَّهِ الْحَرِيرِيَّ ، وَقَاضِيَ الْمَارَسْتَانِ . وَسَمِعَ بِالرَّيِّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي الْقَاسِمِ الْحَصِيرِيَّ . رَوَى عَنْهُ : ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ ، وَابْنُ خَلِيلٍ ، وَابْنُ النَّجَّارِ ، وَجَمَاعَةٌ . قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ : كَانَ صَالِحًا ، زَاهِدًا ، كَثِيرَ الْعِبَادَةِ ، حَسَنَ السَّمْتِ ، عَلَى مِنْهَاجِ السَّلَفِ ، كَأَنَّ النُّورَ يَلُوحُ عَلَى وَجْهِهِ ، وَيَجِدُ النَّاظِرُ إِلَيْهِ رَوْحًا فِي نَفْسِهِ . مَاتَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ وَلَهُ ... المزيد
الْأَرَّجَانِيُّ الْإِمَامُ الْأَوْحَدُ ، شَاعِرُ زَمَانِهِ ، قَاضِي تَسْتُرَ أَبُو بَكْرٍ ، أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، نَاصِحُ الدِّينِ الْأَرَّجَانِيُّ الشَّافِعِيُّ . رَوَى جُزْءَ لُوِيْنَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَاجَهْ . حَدَّثَ عَنْهُ : أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْخَشَّابِ ، وَمَنُوجَهَرُ بْنُ تُرْكَانْشَاهْ ، وَالْمُنْشِئُ يَحْيَى بْنُ زِيَادَةَ ، وَآخَرُونَ . وَنَابَ فِي الْقَضَاءِ بِعَسْكَرِ مَكْرَمٍ . وَالَّذِي دُوِّنَ مِنْ شِعْرِهِ لَا يَكُونُ الْعُشْرَ ، وَقَدْ بَلَغَ فِي النَّظْمِ الْغَايَةَ ، سُقْتُ مِنْهُ جُمْلَةً فِي " تَارِيخِ الْإِسْلَامِ " . مَاتَ بِتُسْتَرٍ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ . وَأَرَّجَانِ : مُثَقَّلَةُ الرَّاءِ ، قَيَّدَهُ صَاحِبُ " الصِّحَاحِ " ، وَاسْتَعْمَلَهَا الْمُتَنَبِّي مُخَفَّفَةً مُحَرِّكَةً ... المزيد
قَيْسُ بْنُ ذَرِيحٍ اللَّيْثِيُّ مِنْ أَعْرَابِ الْحِجَازِ ، شَاعِرٌ مُحْسِنٌ كَانَ يُشَبِّبُ بِأُمِّ مَعْمَرٍ لُبْنَى بِنْتِ الْحُبَابِ الْكَعْبِيَّةِ ، ثُمَّ إِنَّهُ تَزَوَّجَ بِهَا . وَقِيلَ : كَانَ أَخًا لِلْحُسَيْنِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مِنَ الرَّضَاعَةِ . وَكَانَ يَكُونُ بِقُدَيْدٍ وَقَعَ بَيْنَ أُمِّهِ وَبَيْنَ لُبْنَى فَأَبْغَضَتْهَا ، فَمَا زَالَتْ تَتَحَيَّلُ حَتَّى طَلَّقَ لُبْنَى ، وَقَالَ لِأُمِّهِ : أَمَا إِنَّهُ آخِرُ عَهْدِكِ بِي ، وَعَظُمَ بِهِ فِرَاقُ أَهْلِهِ ، وَجَهَدَهُ . وَهُوَ الْقَائِلُ : وَكُلُّ مُلِمَّاتِ الزَّمَانِ وَجَدْتُهَا سِوَى فُرْقَةِ الْأَحْبَابِ هَيِّنَةَ الْخَطْبِ وَنَظْمُهُ فِي الذُّرْوَةِ الْعُلْيَا ، رِقَّةً ، وَحَلَاوَةً ، وَجَزَالَةً . وَكَانَ فِي دَوْلَةِ يَزِيدَ . ... المزيد
السُّمَيْسَاطِيُّ الشَّيْخُ الْعَالِمُ الرَّئِيسُ النَّبِيلُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ ، الْحُبْشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ ، الْمَعْرُوفُ بِالسُّمَيْسَاطِيُّ ، وَاقِفُ الْخَانْقَاهَ الَّتِي كَانَتْ دَارَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ . حَدَّثَ عَنْ : أَبِيهِ ، وَعَبْدِ الْوَهَّابِ الْكِلَابِيِّ . حَدَّثَ عَنْهُ : أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يُونُسُ الْمَقْدِسِيُّ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ النَّسِيبُ ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ قُبَيْسٍ الْمَالِكِيُّ ، وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَعِيدٍ ، وَآخَرُونَ . قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ : كَانَ مُتَقَدِّمًا فِي عِلْمِ الْهَنْدَسَةِ وَالْهَيْئَةِ . وَقَالَ الْكَتَّانِيُّ : مَاتَ فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ ، سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَقَدْ أَشْرَفَ ... المزيد
ابْنُ النَّرْسِيِّ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْبِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْن النَّرْسِيِّ الْأَدِيبُ ، أَحَدُ الشُّعَرَاءِ بِبَغْدَادَ . وُلِدَ سَنَةَ 544 وَسَمِعَ الْأَوَّلَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ زُنْبُورٍ الْوَرَّاقِ ، مِنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ الْمَادِحِ : أَخْبَرَنَا الزَّيْنَبِيُّ عَنْهُ ، وَالثَّانِي مِنْ حَدِيثِ ابْنِ صَاعِدٍ بِالْإِسْنَادِ . وَسَمِعَ مِنْ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الشِّبْلِيِّ ، وَأَبِي الْفَتْحِ بْنِ الْبَطِّيِّ ، فَسَمِعَ مِنِ ابْنِ الْبَطِّيِّ " مُسْنَدَ حُمَيْدٍ " عَنْ أَنَسٍ لِأَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ ، وَكِتَابَ " الِاسْتِيعَابِ " لِابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ عَنِ الْحُمَيْدِيِّ إِجَازَةً عَنِ الْمُؤَلِّفِ ; أَجَازَهً بِفَوْتٍ . وَسَمِعَ مِنْ صَالِحِ بْنِ الرِّخْلَةِ ، وَتُرْكُنَازْ بِنْتِ الدَّامِغَانِيِّ رَابِعَ " الْمَحَامِلِي� ... المزيد
الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ ( ت ) سَمِعَ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ ، وَحَجَّاجَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، وَعِدَّةً وَعَنْهُ : التِّرْمِذِيُّ وَالْقَاضِي الْمَحَامِلِيُّ ، وَجَمَاعَةٌ . ثِقَةٌ . تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ . يُكَنَّى أَبَا سَهْلٍ . أَخُوهُمَا ... المزيد
عبد الله بن مسعود ( ع ) عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار . الإمام الحبر ، فقيه الأمة ، أبو عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجري البدري ، حليف بني زهرة . كان من السابقين الأولين ، ومن النجباء العالمين ، شهد بدرا ، وهاجر الهجرتين ، وكان يوم اليرموك على النفل ، ومناقبه غزيرة ، روى علما كثيرا . حدث عنه أبو موسى ، وأبو هريرة ، وابن عباس ، وابن عمر ، وعمران بن حصين ، وجابر ، وأنس ، وأبو أمامة ، في طائفة من الصحابة ، وعلقمة ، [ ص: 462 ] والأسود ، ومسروق ، وعبيدة ، وأبو وائلة ، وقيس بن أبي حازم ، وزر بن حبيش ، والربيع ، بن خثيم ، وطارق بن شهاب ، وزيد بن وهب ، وولداه أبو عبيدة وعبد الرحمن ، وأبو الأحوص عوف بن مالك ، وأبو عمرو الشيباني ، وخلق كثير . وروى عنه القراءة أبو عبد الرحمن السلمي ، وعبيد بن نضيلة ، وطائفة . اتفقا له في الصحيحين على أربعة وستين ، وانفرد له البخاري بإخراج أحد وعشرين حديثا ، ومسلم بإخراج خمسة وثلاثين حديثا ، وله عند بقي بالمكرر ثماني مائة وأربعون حديثا . قال قيس بن أبي حازم : رأيته آدم خفيف اللحم ، وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال : كان عبد الله رجلا نحيفا ، قصيرا ، شديد الأدمة ، وكان لا يغير شيبه . وروى الأعمش ، عن إبراهيم قال : كان عبد الله لطيفا ، فطنا . قلت : كان معدودا في أذكياء العلماء . وعن ابن المسيب قال : رأيت ابن مسعود عظيم البطن ، أحمش الساقين . قلت : رآه سعيد لما قدم المدينة عام توفي سنة اثنتين وثلاثين وكان يعرف أيضا بأمه ، فيقال له : ابن أم عبد . قال محمد بن سعد : أمه هي أم عبد بنت عبد ود بن سوي من بني زهرة . وروي عن علقمة : عن عبد الله ، قال : كناني النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا عبد الرحمن قبل أن يولد لي . [ ص: 463 ] وروى المسعودي : عن سليمان بن مينا ، عن نويفع مولى ابن مسعود ، قال : كان عبد الله من أجود الناس ثوبا أبيض ، وأطيب الناس ريحا . يعقوب بن شيبة : حدثني بشر بن مهران ، حدثنا شريك ، عن عثمان بن المغيرة ، عن زيد بن وهب قال : قال عبد الله : إن أول شيء علمته من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قدمت مكة مع عمومة لي أو أناس من قومي ، نبتاع منها متاعا ، وكان في بغيتنا شراء عطر ، فأرشدونا على العباس ، فانتهينا إليه ، وهو جالس إلى زمزم ، فجلسنا إليه ، فبينا نحن عنده ، إذ أقبل رجل من باب الصفا ، أبيض ، تعلوه حمرة ، له وفرة جعدة ، إلى أنصاف أذنيه ، أشم ، أقنى ، أذلف ، أدعج العينين ، براق الثنايا ، دقيق المسربة ، شثن الكفين والقدمين ، كث اللحية ، عليه ثوبان أبيضان ، كأنه القمر ليلة البدر ، يمشي على يمينه غلام حسن الوجه ، مراهق أو محتلم ، تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها ، حتى قصد نحو الحجر ، فاستلم ، ثم استلم الغلام ، واستلمت المرأة ، ثم طاف بالبيت سبعا ، وهما يطوفان معه ، ثم استقبل الركن ، فرفع يده وكبر ، وقام ثم ركع ، ثم سجد ثم قام . فرأينا شيئا أنكرناه ، لم نكن نعرفه بمكة . فأقبلنا على العباس ، فقلنا : يا أبا الفضل ، إن هذا الدين حدث فيكم ، أو أمر لم نكن نعرفه ؟ قال : أجل والله ما تعرفون هذا ، هذا ابن أخي محمد بن عبد الله ، والغلام علي بن أبي طالب ، والمرأة خديجة بنت خويلد امرأته ، أما والله ما على وجه الأرض أحد نعلمه يعبد الله بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة . [ ص: 464 ] قال ابن شيبة لا نعلم روى هذا إلا بشر الخصاف وهو رجل صالح . محمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي : عن أبيه ، عن الأعمش ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه قال : قال عبد الله : لقد رأيتني سادس ستة وما على ظهر الأرض مسلم غيرنا . وقال ابن إسحاق : أسلم ابن مسعود بعد اثنين وعشرين نفسا ، وعن يزيد بن رومان قال : أسلم عبد الله قبل دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم . أخبرنا أحمد بن سلامة وأحمد بن عبد السلام ، إجازة ، عن عبد المنعم بن كليب ، أنبأنا علي بن بيان ، أنبأنا محمد بن محمد ، أنبأنا إسماعيل بن محمد ( ح ) وقرأت على أحمد بن إسحاق ، وعبد الحافظ بن بدران ، أخبركما أبو البركات الحسن بن محمد ، أنبأنا محمد بن الخليل بن فارس ، في سنة ثمان وأربعين وخمس مائة ، وأنا في الخامسة ( ح ) وأنبأنا علي بن محمد ، وعمر بن عبد المنعم ، وعبد المنعم بن عساكر ، وأبو علي بن الجلال ، وابن مؤمن ، قالوا : أنبأنا محمد بن هبة الله القاضي ، أنبأنا حمزة بن علي الثعلبي ( ح ) وأنبأنا أبو جعفر محمد بن علي ، وأحمد بن عبد الرحمن قالا : أنبأنا أبو القاسم بن صصرى ، [ ص: 465 ] أنبأنا أبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي ، وأبو يعلى بن الحبوبي ( ح ) وأنبأنا إبراهيم بن أحمد الطائي ، ومحمد بن الحسن الأرموي ، والحسن بن علي الدمشقي ، وإسماعيل بن عبد الرحمن المرداوي ، وأحمد بن مؤمن ، وست الفخر بنت عبد الرحمن ، قالوا : أخبرتنا كريمة بنت عبد الوهاب القرشية ، أنبأنا أبو يعلى حمزة بن الحبوبي ، قالوا : أنبأنا علي بن محمد بن علي الفقيه ، أنبأنا عبد الرحمن بن عثمان التميمي ، أنبأنا إبراهيم بن أبي ثابت قالا : أنبأنا الحسن بن عرفة العبدي ( ح ) وأنبأنا عبد الرحمن بن محمد ، والمسلم بن محمد ، وعلي بن أحمد ، قالوا : أنبأنا حنبل ، أنبأنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن المذهب ، أنبأنا أبو بكر القطيعي ، أنبأنا عبد الله بن أحمد الشيباني ، حدثني أبي قالا : أنبأنا أبو بكر بن عياش ، حدثني عاصم ، عن زر ، عن ابن مسعود قال : كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط ، فمر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر ، فقال : يا غلام ، هل من لبن ؟ قلت : نعم ، ولكني مؤتمن ، قال : فهل من شاة لم ينز عليها الفحل ؟ فأتيته بشاة ، فمسح ضرعها ، فنزل لبن ، فحلب في إناء ، فشرب ، وسقى أبا بكر ، ثم قال للضرع : اقلص ، فقلص . زاد أحمد قال : ثم أتيته بعد هذا ، ثم اتفقا - فقلت : يا رسول الله ، علمني من هذا القول ، فمسح رأسي ، وقال : يرحمك الله إنك غليم معلم . هذا حديث صحيح الإسناد ورواه أبو عوانة عن عاصم ابن بهدلة ، وفيه زيادة منها : فلقد أخذت من فيه - صلى الله عليه وسلم - سبعين سورة ما نازعني فيها بشر ، ورواه [ ص: 466 ] إبراهيم بن الحجاج السامي عن سلام أبي المنذر ، عن عاصم ، وفيه : قال : فأتيته بصخرة منقعرة ، فحلب فيها ، قال : فأسلمت وأتيته . |