القول في تأويل قوله تعالى :
[24-25] وإذا قيل لهم ماذا أنـزل ربكم قالوا أساطير الأولين ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون .
وإذا قيل لهم ماذا أنـزل ربكم قالوا أساطير الأولين أي : لم ينزل شيئا . إنما هذا الذي يتلى علينا أحاديث الأولين ، استمدها منها . كما قال تعالى : وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا
ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم أي : قالوا ذلك ليحملوا أوزارهم الخاصة بهم ، وهي أوزار ضلالهم في أنفسهم ، وبعض أوزار من أضلوهم ، كقوله تعالى : وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون فاللام في قوله : ليحملوا لام العاقبة ; لأن ما ذكر مترتب على فعلهم . ولا باعثا إما مجازا ، وإما حقيقة ، على معنى أنه قدر صدوره منهم ليحملوا . وقد قيل : إنها للتعليل وإنها لام أمر جازمة . والمعنى : إن ذلك متحتم عليهم . فيتم الكلام عند قوله : أساطير الأولين كذا في (" العناية ") . وقوله تعالى : بغير علم قال : حال من المفعول : أي : من لا يعلم أنهم ضلال. وإنما وصف بالضلال واحتمال الوزر من أضلوه ، وإن لم يعلم ; لأنه كان عليه أن يبحث وينظر بعقله حتى يميز بين المحق والمبطل . فجهله لا يعذره : الزمخشري ألا ساء ما يزرون أي : ألا بئس ما يحملون . ففيه وعيد وتهديد .
[ ص: 3795 ]