القول في تأويل قوله تعالى :
[22-23] إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين .
إلهكم إله واحد تصريح بالمدعى ، وتمحيض للنتيجة ، غب إقامة الدليل . كما أفاده أبو السعود : فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة أي : لوحدانيته تعالى ، جاحدة لها ، كما أخبر عنهم ، متعجبين من ذلك بقوله : أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب وقال تعالى : وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون وقوله تعالى : وهم مستكبرون أي : عن عبادته تعالى .
لا جرم أي : حقا : أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين أي : عن التوحيد ، وهم المشركون ، أو عن الحق مطلقا فيتناول هؤلاء . وهذا كما قال تعالى : إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين
[ ص: 3794 ]