القول في تأويل قوله تعالى :
[12-13] كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين .
كذلك نسلكه أي : الذكر المنزل : في قلوب المجرمين أي : الكافرين. وقوله : لا يؤمنون به أي: بالذكر حال من ضمير ( نسلكه ) أي : مكذبا مستهزأ به غير مقبول .
قال : كما لو أنزلت بلئيم حاجة فلم يجبك إليها فقلت : كذلك أنزلها باللئام . تعني مثل هذا الإنزال أنزلها بهم ، مردودة غير مقضية. وقيل: الجملة بيان لما قبلها. وجوز في ضمير (نسلكه ) أن يعود إلى الاستهزاء والتكذيب المعلوم. وقوله تعالى: [ ص: 3750 ] الزمخشري وقد خلت سنة الأولين استئناف جيء به تكملة للتسلية ، وتصريحا بالوعيد والتهديد . أي : قد مضت السنة فيهم من هلاكهم ، وزهوق باطلهم ، ونصر الرسل وغلبة جنود المؤمنين عليهم واستعمارهم ديارهم ،