قوله تعالى: فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين .
والوقود: بفتح الواو: الحطب ، وبضمها: التوقد ، كالوضوء بالفتح: الماء ، وبالضم: المصدر ، وهو: اسم حركات المتوضئ . وقرأ الحسن وقودها ، بضم الواو ، والاختيار الفتح . والناس أوقدوا فيها بطريق العذاب ، والحجارة ، لبيان قوتها وشدتها ، إذ هي محرقة للحجارة . وفي هذه الحجارة قولان . أحدهما: أنها أصنامهم التي عبدوها ، قاله وقتادة: والثاني: أنها حجارة الكبريت ، وهي أشد الأشياء حرا ، إذا أحميت يعذبون بها . ومعنى "أعدت": هيئت . وإنما خوفهم بالنار إذا لم يأتوا بمثل القرآن ، لأنهم إذا كذبوه ، وعجزوا عن الإتيان بمثله ، ثبتت عليهم الحجة ، وصار الخلاف عنادا ، وجزاء المعاندين النار . الربيع بن أنس .
[ ص: 52 ]