[ ص: 368 ] سورة نوح
وهي مكية كلها بإجماعهم
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم قال يا قوم إني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون
قوله تعالى: أن أنذر قومك أي: بأن أنذر قومك . و"العذاب الأليم" الغرق .
قوله تعالى أن اعبدوا الله قرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر، والكسائي، عن وعلي بن نصر "أن اعبدوا الله" بضم النون . وقرأ أبي عمرو عاصم، وحمزة، عن وعبد الوارث "أن اعبدوا الله" بكسر النون . قال أبي عمرو أبو علي: من ضم كره الكسر .
قوله تعالى: وأطيعون أثبت الياء في الحالين يعقوب .
قوله تعالى من ذنوبكم "من" ها هنا صلة . والمعنى: يغفر لكم ذنوبكم، قاله السدي وقال ومقاتل . إنما دخلت "من" ها هنا لتختص الذنوب من سائر الأشياء . ولم تدخل لتبعيض الذنوب، ومثله الزجاج: فاجتنبوا الرجس من [ ص: 369 ] الأوثان [الحج: 30] وذهب بعض أهل المعاني إلى أنها للتبعيض . والمعنى: يغفر لكم من ذنوبكم إلى وقت الإيمان "ويؤخركم" أي: عن العذاب "إلى أجل مسمى" وهو منتهى آجالهم . والمعنى: فتموتوا عند منتهى آجالكم غير ميتة المعذبين "إن أجل الله" فيه ثلاثة أقوال .
أحدها: أنه أجل الموت، قاله فيكون المعنى: إن أجل الله الذي أجلكم إليه لا يؤخر إذا جاء، فلا يمكنكم حينئذ الإيمان . مجاهد .
والثاني: أنه أجل البعث، قاله الحسن .
والثالث: أجل العذاب، قاله السدي ومقاتل .