قوله تعالى: ولو تقول علينا أي: لو تكلف محمد أن يقول علينا ما لم نقله "لأخذنا منه باليمين" أي: لأخذناه بالقوة والقدرة، قاله الفراء، والمبرد، قال والزجاج . إنما أقام اليمين مقام القوة، لأن قوة كل شيء في ميامنه . ابن قتيبة:
قوله تعالى: ثم لقطعنا منه الوتين وهو عرق يجري في الظهر حتى يتصل بالقلب، فإذا انقطع بطلت القوى، ومات صاحبه . قال الوتين: نياط القلب، وأنشد أبو عبيدة: الشماخ:
إذا بلغتني وحملت رحلي عرابة فاشرقي بدم الوتين
وقال الوتين: عرق أبيض غليظ كأنه قصبة . الزجاج:
[ ص: 356 ] قوله تعالى: فما منكم من أحد عنه حاجزين أي: ليس منكم أحد يحجزنا عنه، وإنما قال تعالى: "حاجزين" لأن أحدا يقع على الجمع، كقوله تعالى: لا نفرق بين أحد من رسله [البقرة: 285]، هذا قول الفراء، وأبي عبيدة، ومعنى الكلام: أنه لا يتكلف الكذب لأجلكم مع علمه أنه لو تكلف ذلك لعاقبناه، ثم لم يقدر على دفع عقوبتنا عنه والزجاج . "وإنه" يعني: القرآن "لحسرة على الكافرين" في يوم القيامة . يندمون إذ لم يؤمنوا به "وإنه لحق اليقين" أضافه إلى نفسه لاختلاف اللفظين، كقوله تعالى: ولدار الآخرة [يوسف: 109] . وقال المعنى: وإنه لليقين حق اليقين، وقد شرحنا هذا المعنى، وما بعده في [الواقعة: 96: 95] . الزجاج: