كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فبأي آلاء ربكما تكذبان يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن فبأي آلاء ربكما تكذبان .
قوله تعالى كل من عليها فان أي: على الأرض، وهي كناية عن غير المذكور، "فان": أي; هالك .
ويبقى وجه ربك أي: ويبقى ربك ذو الجلال والإكرام قال الجلال: مصدر الجليل، يقال: جليل بين الجلالة والجلال . والإكرام: مصدر أكرم يكرم إكراما; والمعنى أن الله تعالى مستحق أن يجل ويكرم، ولا يجحد ولا يكفر به; وقد يحتمل أن يكون المعنى: أنه يكرم أهل ولايته ويرفع درجاتهم; وقد يحتمل أن يكون أحد الأمرين وهو الجلال مضافا إلى الله تعالى بمعنى الصفة له، والآخر مضافا إلى العبد بمعنى الفعل منه، كقوله تعالى: أبو سليمان الخطابي: هو أهل التقوى وأهل المغفرة [المدثر: 56] فانصرف أحد الأمرين إلى الله وهو المغفرة، والآخر إلى العباد وهو التقوى .
قوله تعالى: يسأله من في السماوات والأرض المعنى أن الكل يحتاجون إليه فيسألونه وهو غني عنهم كل يوم هو في شأن مثل أن يحيي ويميت، ويعز ويذل، ويشفي مريضا، ويعطي سائلا، إلى غير ذلك من أفعاله . وقال هو سوق المقادير إلى المواقيت . قال الحسين بن الفضل: وسبب نزول هذه الآية أن اليهود قالت: إن الله لا يقضي في يوم السبت شيئا، فنزلت: مقاتل: "كل يوم هو في شأن" .