الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار . وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب . أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب .
قوله تعالى: الذين يجادلون قال : هذا تفسير المسرف المرتاب، والمعنى: هم الذين يجادلون في آيات الله . قال المفسرون: يجادلون في إبطالها والتكذيب بها بغير سلطان، أي: بغير حجة أتتهم من الله . الزجاج
كبر مقتا أي: كبر جدالهم مقتا عند الله وعند الذين آمنوا، والمعنى: يمقتهم الله ويمقتهم المؤمنون بذلك الجدال .
كذلك أي: كما طبع الله على قلوبهم حتى كذبوا وجادلوا بالباطل يطبع على كل قلب متكبر عن عبادة الله وتوحيده . وقد سبق بيان معنى الجبار [ ص: 223 ] في [هود: 59] . وقرأ "على كل قلب" بالتنوين، وغيره من القراء السبعة يضيفه . وقال أبو عمرو: أبو علي: المعنى: يطبع على جملة القلب من المتكبر . واختار قراءة الإضافة ، قال: لأن المتكبر هو الإنسان، لا القلب . الزجاج
فإن قيل: لو كانت هذه القراءة أصوب لتقدم القلب على الكل؟
فالجواب: أن هذا جائز عند العرب، قال تقدم هذا وتأخره واحد، سمعت بعض الفراء: العرب يقول: هو يرجل شعره يوم كل جمعة، يريد: كل يوم جمعة والمعنى واحد . وقد قرأ ابن مسعود، "على قلب كل متكبر" بتقديم القلب . وأبو عمران الجوني:
قال المفسرون: فلما وعظ المؤمن فرعون وزجره عن قتل موسى، قال فرعون لوزيره: يا هامان ابن لي صرحا وقد ذكرناه في [القصص: 38] .
قوله تعالى: لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات قال ابن عباس يعني أبوابها . وقال وقتادة: طرقها . وقال غيره: المعنى: لعلي أبلغ الطرق من سماء إلى سماء . وقال أبو صالح: : لعلي ما يؤديني إلى السموات . وما بعد هذا مفسر في [القصص: 38] إلى قوله: الزجاج وكذلك أي: ومثل ما وصفنا زين لفرعون سوء عمله وصد عن سبيل الهدى . قرأ عاصم، وحمزة "وصد" بضم الصاد، والباقون بفتحها، والكسائي: وما كيد فرعون في إبطال آيات موسى إلا في تباب أي: في بطلان وخسران .