وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون . فأرسل فرعون في المدائن حاشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون . وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون . فأخرجناهم [ ص: 125 ] من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم . كذلك وأورثناها بني إسرائيل
قوله تعالى: إنكم متبعون أي : يتبعكم فرعون وقومه .
قوله تعالى: إن هؤلاء المعنى : وقال فرعون إن هؤلاء ، يعني بني إسرائيل لشرذمة قال : أي : طائفة . قال ابن قتيبة : والشرذمة في كلام الزجاج العرب : القليل . قال المفسرون : وكانوا ستمائة ألف ، وإنما استقلهم بالإضافة إلى جنده وكان جنده لا يحصى .
قوله تعالى: وإنهم لنا لغائظون تقول : غاظني الشيء ، إذا أغضبك .
قال : وذكر أن غيظهم كان لقتل الملائكة من قتلت من أبكارهم . ابن جرير
قال : ويحتمل أن غيظهم لذهابهم بالعواري التي استعاروها من حليهم ، ويحتمل أن يكون لفراقهم إياهم وخروجهم من أرضهم على كره منهم .
قوله تعالى: وإنا لجميع حاذرون قرأ ، ابن كثير ، ونافع : " حذرون " بغير ألف . وقرأ الباقون : " حاذرون " بألف . وهل بينهما فرق؟ فيه قولان . وأبو عمرو
أحدهما : أن الحاذر : المستعد ، والحذر : المتيقظ . وجاء في التفسير أن معنى حاذرين : مؤدون ، أي : ذوو أداة ، وهي السلاح ، لأنها أداة الحرب .
والثاني : أنهما لغتان معناهما واحد ; قال : يقال : رجل حذر وحذر وحاذر . والمقام الكريم : المنزل الحسن . أبو عبيدة
وفي قوله : كذلك قولان .
أحدهما : كذلك أفعل بمن عصاني ، قاله . والثاني : الأمر كذلك أي : كما وصفنا ، قاله ابن السائب . الزجاج
[ ص: 126 ] قوله تعالى: وأورثناها بني إسرائيل وذلك أن الله تعالى ردهم إلى مصر بعد غرق فرعون ، وأعطاهم ما كان لفرعون وقومه من المساكن والأموال .
وقال : إنما جعل ديار آل ابن جرير الطبري فرعون ملكا لبني إسرائيل ولم يرددهم إليها لكنه جعل مساكنهم الشام .