الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم .
قوله تعالى : " الملك يومئذ " ; أي : يوم القيامة ، " لله " من غير منازع ولا مدع ، " يحكم بينهم " ; أي : بين المسلمين والمشركين ، وحكمه بينهم بما ذكره في تمام الآية وما بعدها . ثم ذكر فضل المهاجرين ، فقال : " والذين هاجروا في سبيل الله " ; أي : من مكة إلى المدينة .
وفي الرزق الحسن قولان : [ ص: 446 ]
أحدهما : أنه الحلال ، قاله . والثاني : رزق الجنة ، قاله ابن عباس . السدي
قوله تعالى : " ثم قتلوا أو ماتوا " وقرأ : ( قتلوا ) بالتشديد . ابن عامر
قوله تعالى : " ليدخلنهم مدخلا " [ وقرأ بفتح الميم ] . " نافع يرضونه " يعني : الجنة . والمدخل يجوز أن يكون مصدرا ، فيكون المعنى : ليدخلنهم إدخالا يكرمون به فيرضونه ، ويجوز أن يكون بمعنى المكان . و " مدخلا " بفتح الميم على تقدير : فيدخلون مدخلا . " وإن الله لعليم " بنياتهم ، " حليم " عنهم .