وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون [ ص: 89 ] مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم إنه كان بعباده خبيرا بصيرا .
قوله تعالى: " وما منع الناس أن يؤمنوا " قال يريد: أهل ابن عباس: مكة . قال المفسرون: ومعنى الآية: وما منعهم من الإيمان " إذ جاءهم الهدى " وهو البيان والإرشاد في القرآن، " إلا أن قالوا " ; [ أي: إلا ] قولهم في التعجب والإنكار: " أبعث الله بشرا رسولا " ؟ وفي الآية اختصار، تقديره: هلا بعث الله ملكا رسولا، فأجيبوا على ذلك بقوله تعالى: " قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين " ; أي: مستوطنين الأرض . ومعنى الطمأنينة: السكون، والمراد من الكلام: أن رسول كل جنس ينبغي أن يكون منهم .
قوله تعالى: " قل كفى بالله شهيدا " قد فسرناه في ( الرعد: 43 ) . " إنه كان بعباده خبيرا بصيرا " قال حين اختص الله مقاتل: محمدا بالرسالة .