قوله: في اليم متعلق بـ "أغرقناهم". واليم: البحر. والمشهور أنه عربي. قال ذو الرمة:
2283 - داوية ودجى ليل كأنهما يم تراطن في حافاته الروم
وقال "إنه البحر بالسريانية". وقيل: بالعبرانية، والمشهور أنه لا يتقيد ببحر خاص. وقال ابن قتيبة: الهروي في عربيته: "واليم: البحر الذي يقال له إساف، وفيه غرق فرعون"، وهذا ليس بجيد لقوله تعالى: فألقيه في اليم والمراد به نيل مصر، وهو غير الذي غرق فيه فرعون.
قوله: "بأنهم" الباء للسببية أي: أغرقناهم بسبب تكذيبهم بآياتنا، وكونهم غافلين عن آياتنا. فالضمير في "عنها" يعود على الآيات. وهذا هو الظاهر. وبه قال وغيره. وقيل: يجوز أن يكون على النقمة المدلول عليها بانتقمنا. ويعزى هذا الزجاج وكأن القائل بذلك تخيل أن الغفلة عن الآيات عذر لهم من حيث إن الغفلة ليست من كسب الإنسان. [ ص: 438 ] وقال الجمهور: إنهم تعاطوا أسباب الغفلة فذموا عليها كما يذم الناسي على نسيانه لتعاطيه أسبابه. لابن عباس،