قوله: شهوة فيه وجهان، أحدهما: أنه مفعول من أجله أي: لأجل الاشتهاء، لا حامل لكم عليه إلا مجرد الشهوة لا غير. والثاني: أنها مصدر واقع موقع الحال أي: مشتهين أو باق على مصدريته، ناصبه "أتأتون" لأنه بمعنى أتشتهون. ويقال: شهي يشهى شهوة، وشها يشهو شهوة قال:
2238 - وأشعث يشهى النوم قلت له ارتحل إذا ما النجوم أعرضت واسبكرت
وقد تقدم ذلك في آل عمران.
قوله: من دون النساء فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أنه متعلق بمحذوف لأنه حال من "الرجال" أي: أتأتونهم منفردين عن النساء. والثاني: أنه متعلق بشهوة قاله وليس بظاهر أن تقول: "اشتهيت من كذا"، إلا بمعنى غير لائق هنا. والثالث: أن يكون صفة لشهوة أي: شهوة كائنة من دونهن. الحوفي.
قوله: بل أنتم قوم "بل" للإضراب، والمشهور أنه إضراب انتقال من قصة إلى قصة إلى قصة، فقيل: عن مذكور، وهو الإخبار بتجاوزهم عن الحد في هذه الفاحشة أو عن توبيخهم وتقريرهم والإنكار عليهم. وقيل: بل للإضراب عن شيء، محذوف. واختلف فيه: فقال "تقديره ما عدلتم بل أنتم". وقال أبو البقاء: الكرماني: "بل" رد لجواب زعموا أن يكون لهم عذرا أي: لا عذر لكم بل. [ ص: 373 ] وجاء هنا بصفة القوم اسم الفاعل وهو "مسرفون" لأنه أدل على الثبوت ولموافقة رؤوس الآي فإنها أسماء. وجاء في النمل "تجهلون" دلالة على أن جهلهم يتجدد كل وقت ولموافقة رؤوس الآي فإنها أفعال.