ولما كانت النجاة من العذاب لا تستلزم الثواب، قالوا مكررين صفة [ ص: 15 ] الإحسان زيادة في الرقة في طلب الامتنان: ربنا أي أيها المحسن إلينا بتوفيق أحبابنا الذين لذذونا بالمشاركة في عبادك بالجنان واللسان والأركان وأدخلهم جنات عدن أي إقامة لا عناد فيها. ولما كانوا عالمين بأن سبحانه لا يجب عليه لأحد شيء ولا يقبح منه شيء، نبهوا على ذلك بقولهم: التي وعدتهم مع الزيادة في التملق واللطافة في الحث وإدخالهم لأجل استعمالك إياهم الصالحات.
ولما كان الإنسان لا يطيب له نعيم دون أن يشاركه فيه أحبابه الذين كانوا يشاركونه في العبادة قالوا مقدمين أحق الناس بالإجلال: ومن صلح من آبائهم ثم أتبعوهم ألصقهم بالبال فقالوا: وأزواجهم وذرياتهم ولما كان فاعل هذا منا ربما نسب إلى ذل أو سفه، وربما عجز عن الغفران لشخص لكثرة المعارضين، عللوا بقولهم مؤكدين لأجل نسبة الكفار العز إلى غيره، ومن ذلك تسميتهم العزى: إنك أنت أي وحدك العزيز فأنت تغفر لمن شئت غير منسوب إلى وهن الحكيم فكل فعل لك في أتم مواضعه فلذلك لا يتهيأ لأحد نقضه ولا نقصه.