ولما خلصهم منهم؛ ذكر ما لهم؛ فقال - معظما لهم بأداة البعد -: أولئك ؛ أي: العالو القدر بما صفوا أنفسهم عن أكدار الأهوية؛ لهم رزق معلوم ؛ أي: يعلمون غائبه؛ وكائنه؛ وآتيه؛ وطعمه؛ ونفعه؛ وقدره؛ وغبه؛ وجميع ما يمكن علمه من أموره؛ وليسوا مثل ما هم عليه في هذه الدار من كدر الأخطار: وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ؛ لأن النفس إلى المعلوم أسكن؛ وبالأنس إليه أمكن.