ولما كان قد دهمهم من الأمر ما أوجب إبلاسهم؛ وأحد [ ص: 211 ] إدراكهم وإحساسهم؛ أشار إلى ذلك بإحلالهم في محل الغيبة المؤذنة بالإبعاد؛ بأن قال - مضربا عما تقديره: "إنهم لا يتناصرون" -: بل هم ؛ وزاد في تعظيم ذلك الوقت والتذكير به؛ فقال: اليوم مستسلمون ؛ أي: ثابت لهم استسلامهم؛ ثباتا لا زوال له؛ قد خذل بعضهم بعضا؛ موجدين الإسلام؛ أي: الانقياد؛ إيجاد من كأنه يطلبه؛ ويعظم فيه رغبته؛ رجاء أن يخفف ذلك عنهم.