[ ص: 414 ] ولما كان التقدير : فإن تصدقوا فهو حظكم في الدنيا والآخرة ، عطف عليه قوله : وإن تكذبوا والذي دلنا على هذا المحذوف هذه الواو العاطفة على غير معطوف معروف فقد أي : فيكفيكم في الوعظ والتهديد معرفتكم بأنه كذب أمم في الأزمان الكائنة من قبلكم كثيرة ، كعاد وثمود وقوم نوح وغيرهم ، فجرى الأمر فيهم على سنن واحد لم يختلف قط في ، ولم يضر ذلك بالرسول شيئا وما ضروا به إلا أنفسهم نجاة المطيع للرسول وهلاك العاصي له وما على الرسول أن يقهركم على التصديق ، بل ما عليه إلا البلاغ المبين الموضح مع - ظهوره في نفسه - للأمر بحيث لا يبقى فيه شك ، بإظهار المعجزة وإقامة الأدلة على الوحدانية.