ولما كان ، فلا يجب عليه لأحد [ ص: 399 ] شيء ، عبر بما يدل على ذلك مشيرا إلى أنه يفعله لأجله صلى الله عليه وسلم فقال : الإحسان منه إنما هو محض امتنان من ربك أي : المحسن إليك بنصر أهل دينك ، تصديقا لوعدك لهم ، وإدخالا للسرور عليك ،
ولما كانت هذه الحالة رخاء ، عبر بضمير الجمع إشارة إلى نحو قول الشاعر :
وما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل
فقال : ليقولن أي : هؤلاء الذين لم يصبروا ، خداعا للمؤمنين خوفا ورجاء وعبر في حالة الشدة بالإفراد لئلا يتوهم أن الجمع قيد ، وجمع هنا دلالة على أنهم لا يستحيون من الكذب ولو على رؤوس الأشهاد ، وأكدوا لعلمهم أن قولهم ينكر لأنهم كاذبون فقالوا : إنا كنا معكم أي : لم نزايلكم بقلوبنا وإن أطعنا أولئك بألسنتنا.ولما كان التقدير : أليس أولياؤنا المتفرسون بأحوالهم عالمين؟ عطف عليه منكرا قوله : أوليس الله المحيط بعلم الباطن كما هو محيط بعلم الظاهر بأعلم بما في صدور العالمين أي : كلهم ، منهم فلا يخفى عليه شيء من ذلك إخلاصا كان أو نفاقا ، بل هو أعلم من أصحاب الصدور بذلك.