[ ص: 283 ] ولما كان كأنه قيل : ما فعل بعد رؤية هذه الخوارق؟ قيل : ثبت ، علما منه بصعوبة المقام وخطر الأمر ، فاشترط لنفسه حتى رضي ، وتلك كانت عادته ثباتا وحزما ، وحلما وعلما ، ألا ترى إلى ما فعل معنا عليه السلام والتحية والإكرام من الخير ليلة الإسراء في السؤال في تخفيف الصلاة ، ولذلك كله قال رب أي : أيها المحسن إلي إني أكده لأن إرسال الله سبحانه له فعل من لا يعتبر أن لهم عليه ترة ، فذكر ذلك ليعلم وجه عدم اعتباره قتلت منهم أي : آل فرعون نفسا وأنت تعلم ما خرجت إلا هاربا منهم من أجلها فأخاف إن باديتهم ، بمثل ذلك أن يقتلون لذنبي إليهم ووحدتي وغربتي وثقل لساني في إقامة الحجج.