ثم شرع يصفه بما [هم] به عالمون من أنه على الضد الأقصى من كل ما عليه أصنامهم فقال : الذي ولما لم يكن أحد يدعي الخلق لم يحتج إلى ما يدل على الاختصاص فقال : خلقني أي : أوجدني على هيئة التقدير والتصوير [ ص: 52 ] فهو أي : فتسبب عن تفرده بخلقي أنه هو لا غيره يهدين أي : إلى الرشاد ، ولأنه ، [ولا يكون خالقه إلا سميعا بصيرا ضارا نافعا ، له الكمال كله ، ولا شك أن الخلق للجسد ، والهداية للروح ، وبالخلق والهداية يحصل جميع المنافع ، والإنسان له قالب من عالم الخلق ، وقالب من عالم الأمر ، وتركيب القالب مقدم] كما ظهر بهذه الآية ، [ولقوله : لا يعلم باطن المخلوق ويقدر على كمال التصرف فيه غير خالقه فإذا سويته ونفخت فيه من روحي وأمثال ذلك ، وذكر الخلق بالماضي لأنه لا يتجدد في الدنيا ، والهداية بالمضارع لتجددها وتكررها دينا ودنيا] .