ولما ذكر الظالم، أتبعه الحكيم فقال: ومن يعمل ولما كان الإنسان محل العجز وإن اجتهد، قال من الصالحات أي التي أمره الله بها بحسب استطاعته، لأنه "لن يقدر الله أحد حق قدره" "ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" وهو مؤمن ليكون بناؤها على الأساس، [وعبر بالفاء إشارة إلى قبول الأعمال وجعلها سببا لذلك الحال [فقال -]: فلا يخاف ظلما [بأن ينسب إليه سوء لم يقترفه -] [ ص: 350 ] لأن الجزاء من جنس العمل، وقراءة بلفظ النهي محققة للمبالغة في النفي ابن كثير ولا هضما أي نقصا من جزائه وإن كان هو لم يوف المقام حقه لأنه لا يستطيع ذلك، وأصل الهضم الكسر، وأما غير المؤمن فلو عمل أمثال الجبال من الأعمال لم يكن لها وزر .