فلما رجعوا أي إخوة يوسف عليه الصلاة والسلام إلى أبيهم حملهم ما رأوا - من إحسان الصديق وحاجتهم إليه وتبرئتهم لأنفسهم عن أن يكونوا جواسيس - على أن قالوا يا أبانا
ولما كان المضار لهم مطلق المنع، بنوا للمفعول قولهم: منع منا الكيل لأخينا بنيامين على بعيره لغيبته، ولنا كلنا بعد هذه المرة إن لم نذهب به معنا ليظهر صدقنا; والمنع: إيجاد ما يتعذر به على القادر الفعل.
وضده: التسليط، وأما العجز فضده القدرة "فأرسل" أي بسبب إزالة هذا المنع معنا أخانا إنك إن ترسله معنا "نكتل" أي لنفسه كما يكتال كل واحد منا لنفسه - هذا على قراءة حمزة [ ص: 153 ] بالتحتانية، ولنؤوله على قراءة الجماعة بالنون - من الميرة ما وظفه العزيز، وهو لكل واحد حمل، وأكدوا لما تقدم من فعلهم والكسائي بيوسف عليه الصلاة والسلام مما يوجب الارتياب بهم، فقالوا: وإنا له أي خاصة لحافظون أي عن أن يناله مكروه حتى نرده إليك، عريقون في هذا الوصف، فكأنه قيل: ما فعل في هذا بعد ما فعلوا إذ أرسل معهم يوسف عليه الصلاة والسلام؟ قيل: عزم على إرساله معهم، ولكنه أظهر اللجاء إلى الله تعالى في أمره غير قانع بوعدهم المؤكد في حفظه، لما سبق منهم من مثله في يوسف عليه الصلاة والسلام بأن