ولما بين حالهم في الدنيا، بين حالهم في الأخرى مشيرا بأداة البعد إلى أنهم أهل البعد واللعنة والطرد في قوله نتيجة لما قبله: أولئك أي البعداء البغضاء الذين ليس لهم أي: شيء من الأشياء في الآخرة إلا النار أي: لسوء أعمالهم واستيفائهم جزاءها في الدنيا وحبط [أي بطل وفسد] ما صنعوا فيها [ ص: 252 ] أي مصنوعهم أو صنعهم أي لبنائه على غير أساس; ولما كان تقييد الحبوط بالآخرة ربما أوهم أنه شيء في نفسه قال: وباطل أي: ثابت البطلان في كل من الدارين ما كانوا يعملون أي: معمولهم أو عملهم وإن دأبوا فيه دأب من هو مطبوع عليه لأنه صورة لا معنى لها لبنائه على غير أساس; والزينة: تحسين الشيء بغيره من لبسة أو حلية أو هيئة; والتوفية: تأدية الحق على تمام; وحبوط العمل: بطلانه، من قولهم: حبط بطنه - إذا فسد بالمأكل الرديء.