ذلكم العظيم الشأن البعيد المتناول الذي أمركم فيه بأوامره ونهاكم به عن مناهيه وأبلاكم فيه البلاء الحسن، وأراكم بأعينكم توهينه لهذه الطائفة التي قصدتكم وأنتم عندها أكلة جزور وعصفور بين يدي صقور، وبين لكم من علل ذلك وعجائب مقدوره ما لم يبق معه عذر لمؤمن، فالزموا طاعته وسابقوا في طاعة رسوله ولا تنظروا في عاقبة شيء مما يأمر به، فإنه ما ينطق عن الهوى بل إنما يأمر عنا، ونحن لم نأمر بشيء إلا بعد تدبيره على أحكم الوجوه وأتقنها وأن أي: والأمر أيضا أن الله أي: الحاوي لجميع صفات العز والعظمة موهن أي: مضعف إضعافا شديدا ثابتا دائما أبدا كيد الكافرين أي: الراسخين في الكفر جميعهم، فلا تهنوا في ابتغاء القوم وإن نالكم قرح فإنا نجعله لكم تطهيرا وللكافرين تدميرا والعاقبة للتقوى، فنطلعكم على عوراتهم ونلقي الرعب [ ص: 246 ] في قلوبهم ونفرق كلمتهم وننقض ما أبرموا.